responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم نویسنده : ملكاوي، محمد خليل    جلد : 1  صفحه : 131
وأما بالنسبة للمجتمع:
فالتوحيد يعطي المجتمع صبغة ثابتة ومنهجًا واضحًا يميزه عن غيره من المجتمعات الكافرة، والتوحيد يدفع بالمجتمع في مضمار التقدم والرقي؛ لأنه ينفي عن المجتمع المساوئ الكثيرة للشرك، ولأنه يهيئ الأذهان لرفض الأوهام والخرافات والأساطير التي تفتك بالمجتمع وتهدم كيانه وتضعفه وتجعله في اضطراب مستمر وتقف حاجزًا دون رقيه وازدهاره، ولا تخفى الحاجة للتوحيد في سائر أوضاع الحياة البشرية والدينية والاقتصادية والسياسية والزراعية والاجتماعية وغير ذلك.

وأما بالنسبة للفرد:
فالموحد هو الفرد الصالح في كيان المجتمع، لأن التوحيد يحرره من عبودية العباد والخضوع لغير الله ويسمو به للخضوع للواحد الأحد، ويمنحه الاستقلال والحرية ويطلق قواه من سلطان غير الله، وأما المشرك فعنده استعداد داخلي للخضوع للقوى البشرية كالرؤساء والمسيطرين -خاصة إن اعتقد أن فيهم جزاءًا من الألولهية- وللقوى الوهمية سواء أكانت حجرًا أو شجرًا أو حيوانًا أو كوكبًا أو قبرًا وما إلى ذلك، والموحد لا يتعلق قلبه بهذه الأشياء قط، لعلمه بقوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [1]، ولقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوْ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} [2]، ولهذا فإن الموحد عنده وضوح تام في الحياة بحيث لا يتوجه إلا إلى الله ولا يدعو إلا إياه ولا يتقرب لغيره، لعلمه أنه وحده المعبود الحق واهب الكرامة الحقة، والموحد قوي في مجابهة المحتالين والدجالين ممن يستغلون جهل العوام وضعف عقولهم ويزعمون أن لهم حق الولاية عليهم وأنهم يتحكمون في مصائرهم لأنهم يقومون بدور الوساطة والشفاعة، والموحد يعلم أنه

[1] سورة العنكبوت آية 41.
[2] سورة الحج آية 73.
نام کتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم نویسنده : ملكاوي، محمد خليل    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست