responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة    جلد : 1  صفحه : 48
الغي على الرشاد، فأقره الله على مراده، وتمم له ما يبغي لنفسه. .) .
ثم شرع يرد على من يسميهم بـ (الجبرية) :
• وأوجز بعض التعليقات:
1) قوله: إنهم يظنون أن الله إذا أراد شيئاً قال له: كن، وبين هذين الحرفين يحدث ما يريد الله. . واعتباره هذا فهما صبيانياً، يذكرني بتلك الكلمة التي قالها في "دستور الوحدة ص81" وهو يرد رأي الأحناف في أن الخمر من عصير العنب. . يقول:
(وليست بين رب السماء وعصير العنب خصومة خاصة)
إن الأدب الواجب مع الله يوجب الكف عن مثل هذا.
2) ما قاله عن العلم صحيح في الجملة، لكن: هل القدر هو العلم؟ إذن: أين الكتابة -وهي غير العلم-؟ وأين الإرادة؟ وأين الخلق والإيجاد؟
ولو كان القدر هو العلم الإلهي. . لما حدث ذلك الخلاف المعروف بين أهل السنة وغيرهم من جميع طوائف المسلمين.
3) هناك سؤال يلخص المسألة:
الكفر والفسق الذي يقع فيه الإنسان، هل أراده الله أم لا؟ ومثله الإيمان والطاعات: هل أرادها الله أم لم يردها؟
إذا كان لم يردها. . فهل يمكن أن يقع شيء بدون إرادته سبحانه وهو الله الخالق البارئ المهيمن؟ هذا لا يمكن أن يكون.
ولذلك قال سبحانه [وما تشاءون إلا يشاء الله رب العلمين] . [ولو شاء الله ما أشركوا] [ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد] . . الخ.
وهذا السؤال معروف، لكنني أحببت أن أواجه به تفسير الغزالي للقدر بأنه السنن والنواميس، التي منها: إعطاء الإنسان حريته في الهدى والضلال، فنقول:
ومع ذلك فهل أراد الله هذا الهدى، وذلك الضلال؟ أم أن إرادتهما خارجة عن إرادة الله؟ -تعالى الله عن ذلك- وليس ثمة احتمال ثالث. مع أننا نعلم أن الله تعالى لا يظلم أحداً مثقال ذرة، وهو الحكم العدل وهو الجواد الواجد الواسع. وهو سبحانه يعلم من هو أهل للهداية، ومن هو أهل للضلال، فيهدي الأول، ويدخله الجنة برحمته، ويضل الثاني ويدخله النار بعدله، والله تعالى أعلم.

نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست