responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المقصد الأسنى نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 89
فِيهِ الْبَهَائِم من الشَّهَوَات فقد خفضه إِلَى أَسْفَل السافلين وَلَا يفعل ذَلِك إِلَّا الله تَعَالَى فَهُوَ الْخَافِض الرافع تَنْبِيه
حَظّ العَبْد من ذَلِك أَن يرفع الْحق ويخفض الْبَاطِل وَذَلِكَ بِأَن ينصر المحق ويزجر الْمُبْطل فيعادي أَعدَاء الله ليخفضهم ويوالي أَوْلِيَاء الله ليرفعهم وَلذَلِك قَالَ الله تَعَالَى لبَعض أوليائه أما زهدك فِي الدُّنْيَا فقد استعجلت بِهِ رَاحَة نَفسك وَأما ذكرك إيَّايَ فقد تشرفت بِي فَهَل واليت فِي وليا وَهل عاديت فِي عدوا
الْمعز المذل
هُوَ الَّذِي يُؤْتِي الْملك من يَشَاء ويسلبه مِمَّن يَشَاء وَالْملك الْحَقِيقِيّ إِنَّمَا هُوَ فِي الْخَلَاص من ذل الْحَاجة وقهر الشَّهْوَة ووصمة الْجَهْل فَمن رفع الْحجاب عَن قلبه حَتَّى شَاهد جمال حَضرته ورزقه القناعة حَتَّى اسْتغنى بهَا عَن خلقه وأمده بِالْقُوَّةِ والتأييد حَتَّى استولى بهَا على صِفَات نَفسه فقد أعزه وآتاه الْملك عَاجلا وسيعزه فِي الْآخِرَة بالتقريب ويناديه {يَا أيتها النَّفس المطمئنة ارجعي إِلَى رَبك راضية مرضية فادخلي فِي عبَادي وادخلي جنتي} 89 سُورَة الْفجْر الْآيَات 3027
وَمن مد عينه إِلَى الْخلق حَتَّى احْتَاجَ إِلَيْهِم وسلط عَلَيْهِ الْحِرْص حَتَّى لم يقنع بالكفاية واستدرجه بمكره حَتَّى اغْترَّ بِنَفسِهِ وَبَقِي فِي ظلمَة الْجَهْل فقد أذله وسلبه الْملك وَذَلِكَ صنع الله عز وَجل كَمَا يَشَاء حَيْثُ يَشَاء فَهُوَ الْمعز المذل يعز من يَشَاء ويذل من يَشَاء وَهَذَا الذَّلِيل هُوَ الَّذِي يُخَاطب وَيُقَال

نام کتاب : المقصد الأسنى نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست