responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المقصد الأسنى نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 148
وَكَيف لَا وَالْحق سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قبل الزَّمَان وَحَيْثُ خلق الزَّمَان لم يتَغَيَّر من ذَاته شَيْء وَقبل خلق الزَّمَان لم يكن للزمان عَلَيْهِ جَرَيَان وَبَقِي بعد خلق الزَّمَان على مَا عَلَيْهِ كَانَ وَلَقَد أبعد من قَالَ الْبَقَاء صفة زَائِدَة على ذَات الْبَاقِي وَأبْعد مِنْهُ من قَالَ الْقدَم وصف زَائِد على ذَات الْقَدِيم وناهيك برهانا على فَسَاده مَا لزمَه من الْخبط فِي بَقَاء الْبَقَاء وَبَقَاء الصِّفَات وَقدم الْقدَم وَقدم الصِّفَات
الْوَارِث

هُوَ الَّذِي يرجع إِلَيْهِ الْأَمْلَاك بعد فنَاء الْملاك وَذَلِكَ هُوَ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إِذْ هُوَ الْبَاقِي بعد فنَاء الْخلق وَإِلَيْهِ مرجع كل شَيْء ومصيره وَهُوَ الْقَائِل إِذْ ذَاك لمن الْملك الْيَوْم 40 سُورَة غَافِر الْآيَة 16 وَهُوَ الْمُجيب لله الْوَاحِد القهار 40 سُورَة غَافِر الْآيَة 16 وَهَذَا بِحَسب ظن الْأَكْثَرين إِذْ يظنون لأَنْفُسِهِمْ ملكا وملكا فينكشف لَهُم ذَلِك الْيَوْم حَقِيقَة الْحَال وَهَذَا النداء عبارَة عَن حَقِيقَة مَا ينْكَشف لَهُم فِي ذَلِك الْوَقْت
فَأَما أَرْبَاب البصائر فَإِنَّهُم أبدا مشاهدون لِمَعْنى هَذَا النداء سامعون لَهُ من غير صَوت وَلَا حرف موقنون بِأَن الْملك لله الْوَاحِد القهار فِي كل يَوْم وَفِي كل سَاعَة وَفِي كل لَحْظَة وَكَذَلِكَ كَانَ أزلا وأبدا وَهَذَا إِنَّمَا يُدْرِكهُ من أدْرك حَقِيقَة التَّوْحِيد فِي الْفِعْل وَعلم أَن الْمُنْفَرد بِالْفِعْلِ فِي الْملك والملكوت وَاحِد وَقد أَشَرنَا إِلَى ذَلِك فِي أول كتاب التَّوَكُّل من كتاب إحْيَاء عُلُوم الدّين فليطلب مِنْهُ فَإِن هَذَا الْكتاب لَا يحْتَملهُ
الرشيد

هُوَ الَّذِي تنساق تدبيراته إِلَى غاياتها على سنَن السداد من غير إِشَارَة مشير وتسديد مُسَدّد وإرشاد مرشد وَهُوَ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى

نام کتاب : المقصد الأسنى نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست