responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المقصد الأسنى نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 114
وَتَعَالَى حسيب كل أحد وكافيه وَهَذَا وصف لَا تتَصَوَّر حَقِيقَته لغيره فَإِن الْكِفَايَة إِنَّمَا يحْتَاج إِلَيْهَا المكفي لوُجُوده ولدوام وجوده ولكمال وجوده وَلَيْسَ فِي الْوُجُود شَيْء هُوَ وَحده كَاف لشَيْء إِلَّا الله عز وَجل فَإِنَّهُ وَحده كَاف لكل شَيْء لَا لبَعض الْأَشْيَاء أَي هُوَ وَحده كَاف ليحصل بِهِ وجود الْأَشْيَاء ويدوم بِهِ وجودهَا ويكمل بِهِ وجودهَا
وَلَا تَظنن أَنَّك إِذا احتجت إِلَى طَعَام وشراب وَأَرْض وسماء وشمس وَغير ذَلِك فقد احتجت إِلَى غَيره وَلم يكن هُوَ حَسبك فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي كَفاك بِخلق الطَّعَام وَالشرَاب وَالْأَرْض وَالسَّمَاء فَهُوَ حَسبك وَلَا تَظنن أَن الطِّفْل الَّذِي يحْتَاج إِلَى أم ترْضِعه وتتعهده فَلَيْسَ الله حسيبه وكافيه بل الله عز وَجل حسيبه وكافيه إِذْ خلق أمه وَخلق اللَّبن فِي ثديها وَخلق لَهُ الْهِدَايَة إِلَى التقامه وَخلق الشَّفَقَة والمودة فِي قلب الْأُم حَتَّى مكنته من الالتقام ودعته إِلَيْهِ وَحَمَلته عَلَيْهِ فالكفاية إِنَّمَا حصلت بِهَذِهِ الْأَسْبَاب وَالله تَعَالَى وَحده هُوَ المتفرد بخلقها لأَجله وَلَو قيل لَك إِن الْأُم وَحدهَا كَافِيَة للطفل وَهِي حَسبه لصدقت بِهِ وَلم تقل إِنَّهَا لَا تكفيه لِأَنَّهُ يحْتَاج إِلَى اللَّبن فَمن أَيْن تكفيه الْأُم إِذا لم يكن لبن وَلَكِنَّك تَقول نعم يحْتَاج إِلَى اللَّبن وَلَكِن اللَّبن أَيْضا من الْأُم فَلَيْسَ مُحْتَاجا إِلَى غير الْأُم فَاعْلَم أَن اللَّبن لَيْسَ من الْأُم بل هُوَ وَالأُم من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَمن فَضله وجوده فَهُوَ وَحده حسب كل أحد وَلَيْسَ فِي الْوُجُود شَيْء وَحده هُوَ حسب شَيْء سواهُ بل الْأَشْيَاء يتَعَلَّق بَعْضهَا بِبَعْض وَكلهَا تتَعَلَّق بقدرة الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى تَنْبِيه
لَيْسَ للْعَبد مدْخل فِي هَذَا الْوَصْف إِلَّا بِنَوْع من الْمجَاز بعيد وبالإضافة إِلَى بادئ الرَّأْي وسابق الظَّن الْعَاميّ أما كَونه مجَازًا فَهُوَ أَنه إِن كَانَ كَافِيا لطفله

نام کتاب : المقصد الأسنى نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست