responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروح نویسنده : ابن القيم    جلد : 1  صفحه : 207
فِيهِ حجم المرئي ومقداره لزم اجْتِمَاع المثلين وَإِذا جَازَ هُنَاكَ فَلم لَا يجوز مثله فِي مسئتنا وَإِن كَانَ إِدْرَاك الشَّيْء لَا يتَوَقَّف على حُصُول صُورَة المرئي فِي الرَّائِي بَطل قَوْلكُم أَن إِدْرَاك الْقلب والدماغ يتَوَقَّف على حُصُول صُورَة الْقلب والدماغ فِي الْقُوَّة الْعَاقِلَة
وَأَيْضًا فقولكم لَو كَانَت الْقُوَّة الْعَقْلِيَّة حَالَة فِي جسم لوَجَبَ أَن تكون دائمة الْإِدْرَاك لذَلِك الْجِسْم لَكِن إدراكنا لقلبنا ودماغنا غير دَائِم فَهَذَا إِنَّمَا يلْزم من يَقُول أَنَّهَا حَالَة فِي الْقلب أَو الدِّمَاغ وَأما من يَقُول أَنَّهَا حَالَة فِي جسم مَخْصُوص وَهُوَ النَّفس وَهِي مشابكة للبدن فَهَذَا الْإِلْزَام غير وَارِد عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يَقُول النَّفس جسم مَخْصُوص وَالْإِنْسَان أبدا عَالم بِأَنَّهُ جسم مَخْصُوص وَلَا يَزُول ذَلِك عَن عقله إِلَّا إِذا عرضت لَهُ الْغَفْلَة فَسَقَطت الشُّبْهَة الَّتِي عولتم عَلَيْهَا على كل تَقْدِير
فصل قَوْلكُم فِي السَّادِس ان كل أحد يدْرك نَفسه والإدراك عبارَة عَن حُصُول
مَاهِيَّة الْمَعْلُوم عِنْد الْعَالم وَهَذَا إِنَّمَا يَصح إِذا كَانَت النَّفس غنية عَن الْمحل إِلَى آخِره
جَوَابه أَن ذَلِك مبْنى على الأَصْل الْمُتَقَدّم وَهُوَ أَن الْعلم عبارَة عَن حُصُول صُورَة مُسَاوِيَة للمعلوم فِي نفس الْعَالم وَهَذَا بَاطِل من وُجُوه كَثِيرَة مَذْكُورَة فِي مَسْأَلَة الْعلم حَتَّى لَو سلم ذَلِك فالصورة الْمَذْكُورَة شرطا فِي حُصُول الْعلم لَا أَنَّهَا نفس الْعلم
وَأَيْضًا فَهَذِهِ الشُّبْهَة مَعَ ركاكة ألفاظها وَفَسَاد مقدماتها منقوضة فَإنَّا إِذا أَخذنَا حجرا أَو خَشَبَة قُلْنَا هَذَا جَوْهَر قَائِم بِنَفسِهِ فذاته حَاضِرَة عِنْد ذَاته فَيجب فِي هَذِه الجمادات أَن تكون عَالِمَة بذواتها
وَأَيْضًا فَجَمِيع الْحَيَوَانَات مدركة لذواتها فَلَو كَانَ كَون الشَّيْء مدْركا لذاته تَقْتَضِي كَون ذَاته جوهرا مُجَردا لزم كَون نفوس الْحَيَوَانَات بأسرها جَوَاهِر مُجَرّدَة وَأَنْتُم لَا تَقولُونَ بذلك
فصل قَوْلكُم فِي السَّابِع الْوَاحِد منا يتخيل بحرا من زئبق وجبلا من ياقوت
إِلَى آخِره وَهُوَ شُبْهَة أَبى البركات الْبَغْدَادِيّ فشبهة داحضة جدا فَإِنَّهَا مَبْنِيَّة على أَن تِلْكَ المتخيلات أُمُور مَوْجُودَة وَأَنَّهَا منطبعه فِي النَّفس فِي مَحَله وَمَعْلُوم قطعا أَن هَذِه المخيلات لَا حَقِيقَة لَهَا فِي ذَاتهَا وَغنما الذِّهْن يفرضها تَقْديرا وَلَيْسَت منطبعة فِي النَّفس فَإِن الْعُلُوم الخارجية لَا تنطبع صورها فِي النَّفس فَكيف بالخيالات المعدومة فَهَذِهِ مندحضة وَلَا يمْنَع من وُقُوع

نام کتاب : الروح نویسنده : ابن القيم    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست