أي لا تقروا ولا تصدقوا [1].
ومن قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا} "سورة يوسف: الآية17".
أي بمصدق لنا [2].
والفرق بينهما أن المتعدي بالباء هو تصديق المخبر به والمعتدي باللام هو تصديق المُخْبِر [3].
قال الحليمي: "فمن الناس من قال: آمنت به وآمنت له لغتان يعبَّر بهما عن معنى واحد. والصحيح ما خالف هذا وهو قولهم آمنت به: يراد إثباته وتحقيقه والتصديق بكونه ووجوده، وقوله آمنت له: إنما يراد اتباعه وموافقته ... والإيمان له القبول عنه والطاعة له" [4].
الإيمان عند أبي حنيفة:
أما معنى الإيمان عند الإمام أبي حنيفة فهو إقرار باللسان وتصديق بالجَنان [5]، والأعمال ليست داخلة فيه. قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى: "والإيمان هو الإقرار والتصديق" [6].
وقال في كتابه الوصية: "الإيمان إقرار باللسان وتصديق بالجنان، والإقرار وحده لا يكون إيمانا" [7]. [1] انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1/97؛ ومعاني القرآن للفراء 1/222. [2] تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص213؛ ومعجم مقاييس اللغة 1/125. [3] مجموع الفتاوى 7/298-292. [4] المنهاج في شعب الإيمان 1/21. [5] الفصل 2/111؛ التمهيد 9/238. [6] الفقه الأكبر ص304. [7] كتاب الوصية مع شرحها ص2.