responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قطب السرور في أوصاف الأنبذة والخمور نویسنده : الرقيق القيرواني    جلد : 1  صفحه : 78
وشرب كوران المغني عند الشريف الموسوي فافتقد رداءه فلما أصبح قال: سُرِقَ ردائي، فقال له الشريف: يا سبحان الله، ما مَعَنا من يُتَّهَم، أو ما علمت أن النبيذ بساط يطوى بما عليه، فقال كوران: انشروا بساطكم حتى أجد ردائي، ثم اطووه إلى يوم القيامة.
وشرب الرشيد يوماً وإبراهيم الموصلي يغنه: إلى أن أخذ الشراب من إبراهيم فكلَّم الرشيد كلاماً أغضبه ثم استيقظ إبراهيم لذلك فغناه:
ما لعبدٍ أذلهُ مولاه ... ما له شافعٌ إليه سواه
يشتكي ما به إليه وخشاه ويرجوه مثل ما يخشاه
فقال له: لِيَفْرُخْ رَوْعُك، يا إبراهيم فإنا لا نؤاخذ بما يجري على النبيذ من الزَّللْ واستعادَه فيه مراراً، وأمر له عند انصرافه بصلةٍ سنيَّة.
باب الإكثار والإقلال من الشرب
الناس في هذا الباب مختلفون، وعلى قدر طبائِعهم متباينون، لأن التركيب والمزاج والقوة والضعف أمرٌ لا يتساوون فيه، فليس من العدل بين المتنادمين أن يُكلفَ القويُّ على الشرب من ضَعُفَ عنه أن يشرب كشربه بل يشرب كل امرئٍ بقدر طاقته، واحتمال مزاجه.
قال: ومما يغلط فيه أكثر المتنادمين وجمهور المتعاقرين، افتتاح الشرب بالقدح الصغير، والترقي منه إلى الكبير، وهم [أجدر] بالابتداء بالكبير، في حال جُمامِهم، وحاجتهم إلى هضم طعامهم، وإحماء مجلسهم، حتى إذا ترنحوا وانتشوا كانوا بالنزول إلى الصغير أولى، وبالأبقاء على عقولهم أحرى. وربما لم يكن غناؤهم ممتعاً فيُعفى تعجيلهم الطرب على تقصيره، ويغطي ارتياحهم على معايبه. ولو صادفهم على غير تلك الحال للحقهم الفتور وقل نشاطهم للكبير. فأما الإكثار والإقلال فليس النديم فيهما مختاراً.
وقال أبو نواس: الكرم ثلاثة عناقيد، عنقود التذاذ وعنقود سكرٍ وعنقود عربدة.
قال كشاجم: قلت لبعض النبيذيين، هذا أميركم وكبيركم أبو نواس يقول:
سألت أخي أبا عيسى ... وجبريل له عقلُ
فقلت: الراح تعجبني ... فقال: كثيرها قتلُ
فقلت له: فبيِّن لي ... فقال: وقوله فَصْلُ
وجدت طبائع الإنسان أربعة هي الأصل
فأربعة لأربعةٍ ... لكل طبيعةٍ رطلُ
يعني جبريل بن بختيشوع، فاقتدِ به في هذا القول، فقال: إنه لم يعترف لنا أن هذا رأيه، وإنَّما حكى عن الطبيب، أنه أشار عليه، وسكوته عن الجواب يدل على أنه لم يرض الابتداء، فأما الرئيس ذو الملك والأمر النافذ فلو كان السكر حلالاً لا اختلاف فيه لكان عليه حراماً لا اختلاف فيه لأن بادرته إلى نفسه وغيره لا تستقال، وأمره لا يراجع ولأنه يَقهر ولا يُقهر، فتقع منه الجناية العظيمة التي تُلحقه الندامة وتلبسه العار والمسبة. الصولي قال: حدثنا الحسن بن يحيى، قال: كنا عند الحسن بن وهب وبنانٌ تغنِّيه، فابتدأ الحسن يسكر من أول شربه، فقلنا له ذلك، فجذب الدواة وكتب:
من كان لا يزعمني عاشقاً ... أحضرتهأوضَحَ برهان
إني على رَطلينِ أُسقاهُما ... أروح في أثواب سكران
وكنت لا أسكر من سبعةٍ ... يتبعها رطل ورطلان
فصار لي من، سكرات الهوى ... والراح؛ سكران عجيبان
قال الأعشى:
ولقد شربت ثمانياً وثمانياً ... وثمان عشرة واثنتين وأربعا
وقال الفرزدق:
أسقني خمساً وخمساً ... وثلاثاً واثنتينِ
من عقارٍ كدم الجَوْفِ بحرّ الكلبتين
واسقِ هذين ثلاثين يروحا فرِحين
وقالت الأطباء على الجملة، لا خير في الإكثار من النبيذ لأن الإكثار منه مضرَّة، وكما أن الإقلال منه منفعة وكل ما كان بقدر الحاجة إليه فهو محمود.
وقال اليزيدي:
ألا قل لإخوان المدام تسمعوا ... فإن كلامَ النُّصح يوعى ويُسمعُ
ثلاثة أرطالٍ لدى اللُّب مقْنعٌ ... وفي أربعٍ أُنسٌ له وتمتعُ
وقال أبو تمام:
شربُ المدام على الطعام ثلاثة ... فيها الشفاءُ وصحة الأبدانِ
تمري الطعام وتبتلى بمسرةٍ ... وتزيل كلَّ الهم والأحزانِ
واحذر هُديت كثيره فكثيرُهُ ... سَرْجٌ عليك لموكب الشيطان

نام کتاب : قطب السرور في أوصاف الأنبذة والخمور نویسنده : الرقيق القيرواني    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست