responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سرور النفس بمدارك الحواس الخمس نویسنده : التيفاشي، أحمد بن يوسف    جلد : 1  صفحه : 24
يريد أن نجومه واقفة ليست تسير كأنها دراهم زيف ليست بنقد فتُصْرَف.
49 - ولبعض المحدثين [1] :
عهدي بنا ورداءُ الليلِ منسدلٌ ... والليلُ أَطوله كاللمحِ بالبصرِ
فالآن ليليَ مذ بانوا فَدَيْتُهُمُ ... ليلُ الضريرِ فصبحي غيرُ منتظر قال: وهذا أبلغ من قول امرئ القيس، إلا أنه لا يدخل في مختار الكلام لابتذال لفظه، والمعنى أن ليله ممدود لا انقضاء له كليلة الضرير، والدهر كله عند الضرير ليل.
50 - ولآخر في معنى قول امرئ القيس [2] :
يا ليل ليتك سرمداً أبداً ... ما في الصباحِ لعاشقٍ فَرَجُ 51 - وأجود ما قيل في وصف الليل [3] :
وليلِ يقول الناسُ من ظلماته ... سواءٌ بصيراتُ العيون وعورها
كأن لنا منه بيوتاً حصينةً ... مُسوحٌ أعاليها وساجٌ كسورها هذا أبدع تشبيه في الليل فإنه شبه أعلاه بِمِسْحِ شَعْرٍ لتكاثف ظلمته وأسفلهُ بساجٍ، وهو الطيلسان الأخضر، لما بشوب ما بين يدي الناظر فيه من يسير الضياء. وكسور البيت: أسافله المرخاة منه.
52 - ولآخر [4] :
وليلٍ ذى غياطلَ [5] مُرْجَحِنّ ... رميتُ بنجمه عَرَضَ الأُفولِ
يردّ الطرفَ [6] حندسُهُ كليلاً ... ويملأ هَوْلُهُ صدْرَ الدليل

[1] ديوان المعاني [1]: 348 والذخيرة [3]: 696 وحلبة الكميت: 304 ورسالة الطيف، الورقة: 153/ أ (112) ومن غاب عنه المطرب: 54 - 55 لسيدوك الواسطي وفي لطائف اللطف للثعالبي: 128/ ألكشاجم وفي بغية الطلب 5: 22 للوزير المغربي.
[2] تشبيهات ابن أبي عون: 206.
[3] ديوان المعاني [1]: 343 لمضرس بن ربعي، والأزمنة والأمكنة [2]: 233 لمضرس بن لقيط، وزهر الآداب: 751 لابن محكان السعدي، ومحاضرات الراغب [4]: 546.
[4] زهر الآداب: 752.
[5] زهر الآداب: مدلهم.
[6] زهر الآداب: منقبضاً.
رويفع بن ثابت الصحابي) ولقبه جمال الدين وكنيته أبو الفضل، وقد شهر عند المتأخرين باسم " ابن منظور " ونسي ما عد ذلك، واقترنت شهرته بلسان العرب الذي جمع فيه بين صحاح الجوهري ومحكم ابن سيده وتهذيب الأزهري.
وقد ثار في السنوات الأخيرة جدل حول منتمى ابن منظور، أملته النظرة الإقليمية الضيقة، أهو أفريقي أم مصري، حتى قال الأستاذ إبراهيم الأبياري في مقدمته على مختار الأغاني: " ولم يعرض لمكان مولد ابن منظور غير اثنين الزركلي في الأعلام حيث قال: " ولد بمصر وقيل بطرابلس الغرب " ثم الدكتور درويش في كتابه " المعاجم العربية " حيث يقول: ولد في تونس حيث نشأ بها. وما نرى أن كليهما نقل ما نقل عن مرجع بل نراهما قد اجتهدا في لاستنباط، فالمراجع كلها لم تذكر عن هذا البلد الذي ولد فيه ابن منظور شيئاً صريحاً " [1] [كذا] .
ولو تأملت هذا الكلام من جميع هؤلاء الدارسين لتملكك العجب، ودهشت لهذا الذي يجري في الدراسات والتحقيقات، من استنامة إلى السهولة والتساهل؛ مع أن الأدفوي يقول في البدر السافر: محمد بن مكرم الأفريقي المحتد القاهري المولد [2] ؛ وهذا ابن سعيد يروي نقلاً عن المكرم نفسه والد محمد أنه - أي المكرم - ولد بالقاهرة [3] ؛ فإذا كان الأب نفسه ولد بالقاهرة فبأي حق يفتش الدارسون عن عبقرية أفريقية (تونسية) لدى ابن منظور؟ ويعود الادفوي في ترجمة " مكرم " - الأب - فيقول: مكرم بن رضوان بن أحمد الأنصاري المصري - ويعرف والده بابن المغربية - قدم جده (يعني إلى مصر) من ناحية (اقرأ من باجة) أفريقية [4] .
لا لبس إذن: جد محمد المدعو رضوان أو علياً والمكنى بأبي الحسن قدم - كما يقول ابن سعيد نقلاً عن المركم نفسه - من باجة أفريقية، أي مما يسمى اليوم القطر التونسي، واستوطن القاهرة، وبها ولد ابنه المكرم في صفر سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة - أي كان أصغر من التيفاشي بسنتين - وسمع المكرم من أبي الجود اللخمي وعلي بن نصر بن العطار وعبد الله بن محمد بن مجلي وأبي الحسن بن المفضل الحافظ المقدسي وأبي عبد الله بن يوسف النقاش، وأجاز له

[1] مختار الأغاني (القاهرة: 1965) ، المقدمة على الجزء الأول: ل.
[2] البدر السافر، الورقة: 167.
[3] النجوم الزاهرة (المغرب - قسم القاهرة) : 322.
[4] البدر السافر، الورقة: 200.
نام کتاب : سرور النفس بمدارك الحواس الخمس نویسنده : التيفاشي، أحمد بن يوسف    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست