responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في الفن الصحفي نویسنده : إبراهيم إمام    جلد : 1  صفحه : 186
بيكون مؤسس فن المقال الإنجليزي:
كان طبيعيا، إذن، أن ينشأ فن المقال في عصر النهضة، وأن يظهر على يد فيلسوف شاك وإنساني مفكر شعاره "ماذا أدري؟ " وهو مونتاني، فلم يكن غريبا كذلك أن يكون منشئ فن المقال الإنجليزي أصدق الناس تمثيلا لعصر النهضة وهو السير فرانسيس بيكون "1561-1562" المعاصر لشكسبير. وقد كلف السير سدني لي[1] نفسه عناء كبيرا لكي يثبت أن ثمة علاقة كانت بين مونتاني وبيكون، ومفسرا ذلك بأن شقيق السير فرانسيس بيكون الأكبر -واسمه أنتوني بيكون-[2] عاش في مدينة بوردو الفرنسية، التي كان مونتاني يتولى منصب العمدية فيها بين سنة 1583 وسنة 1591، وكان أنتوني يكتب خطابات إلى أخيه فرانسيس يحدثه فيها عن مقالات مونتاني.

[1] sir sidney lee, the franch renaissance in england, "1910" pp.169 f. f.
[2] anthony bacon.
فرقا من هذه الناحية بين الصحفي والخطيب. والآخر صاحب الحق في إثارة الجماهير، وتحريك مشاعرهم عن طريق الغضب أو الثورة. والأول -وهو الصحفي- لا يليق به أن يتخذ لنفسه موقف الخطيب في إقناع الجماهير، بل عليه أن يعتمد في ذلك على قدرته في الإتيان بطائفة من اللفتات الذهنية حينا، واللفتات الشعورية حينا، بحيث يتمثله القارئ رجلا هادئا".
ومن الطريف، أن الفن الإذاعي الحديث قد تأثر تأثرا بالغا بفن المقال الصحفي، فهو ينبذ اللهجة الخطابية، ويعتبرها مدمرة للفن الإذاعي الأصيل القائم على الإفضاء والمحادثة العادية الشيقة، حيث يكون المستمع للإذاعة أو مشاهد التليفزيون في خلوته أو في سيارة أو جالسا مع أسرته وأصدقائه، فيصبح الجو الخطابي المثير غريبا، ومنافيا لروح الألفة والإيناس التي هي روح فن المقال الصحفي والفن الإذاعي جميعا.
نام کتاب : دراسات في الفن الصحفي نویسنده : إبراهيم إمام    جلد : 1  صفحه : 186
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست