responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حلية المحاضرة نویسنده : ابن المظفر الحاتمي    جلد : 1  صفحه : 57
كأني جلوت الشعر يوم مدحته ... صفا صخرة صماء صلد بلاها
أوجز شعر تضمن قصصاً

51 أجمع علماء الشعر، وأرباب الكلام: أن أوجز شعر اقتصت فيه قصة، فورد منساق القصة، سهل الكلام، منسوق المعاني؛ واقعة كل كلمة منها، موقعها الذي أريدت به، من غير حشو مختلف، ولا خلل شائن، قول الأعشى -فيما اقتصه من خبر السموأل، والأدرع التي أودعه إياها امرؤ القيس عند قصد قيصر، ووفاء السموأل بها، حتى يسلمها بعد وفاته إلى أهله؛ وبذل دونها نفس ولده، حتى قتل صبراً بحضرته- بسيط:

كن كالسموأل إذ طاف الهمام به ... في جحفل، كزهاء الليل جرار
بالأبلق الفرد من تيماء منزله ... حصن حصين وجار غير دار
إذ سامه خطتي خسف فقال له ... قل ما تقله، فإني سامع حار
فقال: غدر وثكل أنت بينهما ... فاختر وما فيها حظ لمختار
فشك غير طويل، ثم قال هل ... :اقتل أسيرك إني مانع جاري
إن له خلفاً إن كنت قاتله ... وإن قتلت كريماً غير عوار
مالاً كثيراً، وعرضاً غير ذي دنس ... وإخوة مثله ليسوا بأشرار
جروا على أدب مني بلا ترف ... ولا، إذا شمرت حرب بأعمار
وسوف يخفله عن كنت قاتله ... رب كريم وبيض ذات أطهار
لا سرهن لدينا ضائع مذق ... وكاتمات إذا استودعن أسراري
فقال تقدمة إذ قام يقتله ... أشرف سموأل فانظر للدم الجاري
أأقتل ابنك صبراً، أو تجيء بها ... طوعاً، فأنكر هذا، أي إنكار
فشك أوداجه، والصدر في مضض ... عليه، منطوياً كاللذع بالنار
واختار أدراعه ألا يسب بها ... ولم يكن عنده فيها بختار
وقال: لا أشتري عاراً بمكرمة ... فاختار مكرمة الدنيا على العار
والصبر فيه قديم، شيمة خلق ... وزنده في الوفاء ثاقب الواري
512 فانظر إلى قوله: "اقتل ابنك صبراً أو تجيء بها" فأضمر الأدراع التي أودعه امرؤ القيس، ثم أظهرها في قوله: "واختار أدراع ألا يسب به" فتلافى ذلك الخلل بهذا الشرح، فاستغنى سامع هذه الأبيات عن اسماع القصة فيها لاشتمالها على الخبر كله بأوجر كلام وأحسن سياقة.

الفصل الثالث
باب أوجز ما ورد في
التعريض النائب عن التصريح والاختصار النائب عن الإطالة
513 قول عمر ابن معد كرب طويل:

فلو أن قومي أنطقتني رماحهم ... نطقت ولن الرماح أجرت
يريد لو أن قوماً أغنوا في القتال وصدقوا المصارع، وطاعنوا برماحهم الأعداء، فنطقوا بمدحهم، وذكر حسن بلائهم، نطقت، ولكن الرماح أجرت أي شقت لساني كما يجر لسان الفصيل، ويريد أنها أسكتني، وذلم مثل قول الآخر طويل:
بني عمنا، لا تذكروا الشعر بعدما ... دفنتم بصحراء الغميم القوافيا
وأما قول ساعدة بنو جوية الهزلي طويل:
وكنا أناساً أنطقتنا سيوفنا ... لنا في لقاء القوم حد وكوكب
514 ومن أحسن التعريض قول الآخر طويل:

لعمري لنعم الحي حي بني كعب ... إذا نزل الخلخال منزلة القلب
يقول: إذا ريعت صاحبة الخلخال، فأبدت ساقها وشمرت للهرب. ولا قلب: السوار بتديه المرأة إذا ريعت، لبست الخلخال في يدها دهشاً.

515 ومن التعريض اللطيف قول حميد بن ثور طويل:

أرى بصري قد رابني بعد صحة ... وحسبك داء أن تصح وتسلم
516 ومن بديع الكلام في حسن الاختصار قول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى: "كفى بالسلامة داء".
517 وقد استحسنوا قول النمر بن تولب منسرح:

لا تغبطن الذي يقال له ... أمسى فلان لأهله حكماً
إن سره طول عمه فلقد ... أضحى على طول الوجه ما سلما
518 ومن الاختصار القريب قول لبيد رمل:

وبنو الديان أعداء للا ... وعلى ألسنهم ذلت نعم
زينت أحسابهم أنسابهم ... وكذلك الحلم زين للكرام
باب
أغزل بيت وأرق وأنسب بيت قالته العرب
519 وأخبرنا الرياشي عن الأصمعي قال: أغزل بيت قالته العرب، قول امرؤ القيس طويل:

وما زرفت عيناك إلا لتقدحي ... بسهمك من أعشار قلب مقتل
520 وقال قوم: بل قوله أيضاَ طويل:

أغرك مني أن حبك قاتلي ... وأنك مهما تأمر القلب يغفل

نام کتاب : حلية المحاضرة نویسنده : ابن المظفر الحاتمي    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست