responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمع الجواهر في الملح والنوادر نویسنده : الحُصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 135
كانوا بعيداً وكنت آملهم ... حتى إذا ما تقرّبوا هجروا
وقال:
لسعيدٍ شويهةٌ ... سلّها الضّرّ والعجف
قد تغنّت وأبصرت ... رجلاً حاملاً علف
بأبي من بكفّه ... برء ما بي من الدّنف
فأتاها مطمّعاً ... فأتته لتعتلف
فتولّى فأقبلت ... تتغنّى من الأسف
ليته لم يكن وقف ... عذّب القلب وانصرف
الحاتمي واللص
ومن الظريف في هذا الباب ما أنشده أبو علي الحاتمي في حكاية اللص:
يعجبني أنّك لا تربط من ... خيلٍ ولا تركب إلاّ النّجبا
لمّا رأيت الشّقر خيلاً سبّقاً ... ملكت منها أشقراً محنّبا
به سماتٌ من قرونٍ سلفت ... يعرف من أقربها المهلّبا
فللكلاب حوله تهاوشٌ ... لمّا دعاهم أجلٌ قد قربا
لا تيأسن ما عشت في تشييعه ... مستعملاً فيه العزا والعقبا
خلناه تحت الجلّ إذ جلّلته ... قرون ضأنٍ جعلت ملء العبا
في كل رجلٍ ويدٍ زائدةٍ ... وهو على جردانه قد شطبا
كم مرّةً رأيته في جرمه ... فخلته بالحائط منه القبقبا
تحيّر البيطار لمّا أن أرى ... في رأسه مرقّعاً معتصبا
مقيّراً موصّلاً كأنما ... قد رم منه زورقاً أو زبزبا
فهو لنارٍ شعلةٌ لو لصقت ... طاقة كبريت به لالتهبا
كم فيه من فائدةٍ قد صحّحت ... كتب التباريح لمن تطيّبا
قد خلق الله لنا من برّه ... ومن نبات البحر خلقاً عجبا
يمشي إلى الإسراج مشي القهقرى ... لكن إلى المعلف ينزو خببا
من كثرة القردان في صهوته ... تحسبه مجدّراً محصّبا
لو أن سلطاناً رأى راكبه ... لم يأل أن عذّره وأدّبا
أقام طول الصيف في الماء إلى ... أن أنبت الماء عليه الطحلبا
ظننته والشمس لم تبيضّ من ... شمس الضحى ولم تحلّ الغيهبا
من بعض أكواخ النواطير سرى ... بالريح إذ هبت له ريح الصّبا
بالغ فيه الجوع حتى إنه ... إذا رأى القتّ بكى وانتحبا
وجاذب المقود مجهوداً وما ... كاد له المقود أن ينجذبا
حمحم للقتّ وقد مرّ به ... ثم تغنّى طرباً وأطربا
يأيها الباخل بالوصل أما ... ترحم صبّاً كلفاً معذّبا
أمان العيناء من الغداء
دخل أبو العيناء على بعض الرؤساء بكرةً، فاستسقى ماءً؛ فقال له الرجل: أفي هذا الوقت تعطش؟ قال: أصلحك الله، هذا أمان لك من الغداء.
أبو عباد وزير المأمون وضيق صدره
وكان أبو عباد وزير المأمون ضيقاً جداً، قيل له: إن لقمان قال: ما شيء أشد من حمل الغضب. فقال: ولكنه عندي أخف من الريشة. قيل له: إنما عنى لقمان أن احتمال الغضب ثقيل. فقال: والله ما يقوى على الغضب أحد من الناس إلا الجمل.
وغضب يوماً على بعض أصحابه، فشجه بدواة كانت بين يديه. فقال: صدق الله حيث يقول: والذين إذا ما غضبوا هم يغفرون، فبلغ ذلك المأمون فضحك. فقال: ويلك! لا تحسن تقرأ آية من كتاب الله تعالى. قال: يا أمير المؤمنين؛ والله إني لأحسن أقرأ من سورة واحدة ألف آية. فضحك المأمون وأمر بإخراجه. ولم يكن جاهلاً. وإنما كان يجري عليه الغلط لفرط غيظه.
وقال المأمون لأحمد بن أبي خالد: صف لي ثابت بن يحيى يريد أبا عباد. فقال: هو والله أحد من سيف سعيد بن العاص. فقال: والله ما أتبين من هذا شيئاً؟ فقال: إن حركته تبين لك الأمر.

نام کتاب : جمع الجواهر في الملح والنوادر نویسنده : الحُصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست