responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 420
[4]- سجع الكهان
كانت في الجاهلية طائفة تزعم أنها تطلع على الغيب، وتعرف ما يأتي به الغد بما يلقي إليها توابعها من الجن، وكان واحدها يسمى كاهنًا كما يسمى تابعه الذي يوحي إليه باسم "الرَّئِيِّ" وأكثرهم كان يخدم بيوت أصنامهم وأوثانهم؛ فكانت لهم قداسة دينية، وكانوا يلجأون إليهم في كل شئونهم، وقد يتخذونهم حكامًا في خصوماتهم ومنافراتهم على نحو ما كان من منافرة هاشم بن عبد مناف، وأمية بن عبد شمس، واحتكامهما إلى الكاهن الخزاعي، وقد نفر هاشمًا على أمية[1]. وكانوا يسشيرونهم ويصدرون عن آرائهم في كثير من شئونهم كوفاء زوجة، أو قتل رجل، أو نحر ناقة[2]، أو قعود عن نصرة أحلاف[3]، أو نهوض لحرب؛ ففي أخبار بني أسد أن حجرًا أبا امرئ القيس رَقَّ لهم؛ فبعث في إثرهم فأقبلوا حتى إذا كانوا على مسيرة يوم من تهامة تكهن كاهنهم، وهو عوف بن ربيعة، فقال لبني أسد: "يا عبادي، قالوا: لبيك ربنا، قال: من الملك الأصهب، الغلَّاب غير المغلَّب، في الإبل كأنها الرَّبْرب[4]، لا يعلق رأسه الصَّخَب، هذا دمه ينثعب[5]، وهذا غدًا أولُ من يسلب، قالوا: من هو يا ربنا؟ قال: لولا أن تجيش نفس جاشية، لأخبرتكم أنه حجر ضاحية. فركبوا كل صعب وذَلول فما أشرق لهم النهار حتى أتوا على عكر حجر فهجموا على قبته" وقتلوه[6]. وكثيرًا ما كانوا ينذرون قبائلهم بوقوع غزو غير منتظر[7]، كما كانوا كثيرًا ما يفسرون رؤاهم وأحلامهم[8].
فمنزلة كهَّانهم في الجاهلية كانت كبيرة؛ إذ كانوا يعتقدون أنه يوحى إليهم، ولعل ذلك ما جعل نفوذ الكاهن يتجاوز قبيلته إلى كثير من القبائل التي تجاورها،

[1] السيرة الحلبية: 1/ 4.
[2] أغاني "طبعة دار الكتب": 11/ 118.
[3] أغاني: 11/ 140.
[4] الربرب: القطيع من الظباء.
[5] ينثعب: يسيل.
[6] أغاني: 9/ 84.
[7] الأمالي للقالي: 1/ 126 والسيرة النبوية: 1/ 43، 221.
[8] السيرة النبوية: 1/ 15 وما بعدها.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 420
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست