responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 40
الإمارات العربية في الشمال "الغساسنة، المناذرة، كندة"
ليس بين أيدينا وثائق توضح في دقة نشأة هذه الإمارات التي ظهرت على صفحة التاريخ إثر قضاء الرومان على تدمر؛ فتاريخها قبل العصر الجاهلي، أو قبل أواخر القرن الخامس الميلادي يحيط به الغموض، ويظهر أن الرومان وخلفاءهم البيزنطيين اتخذوا من الغساسنة في الشام إمارة تحجز بينهم وبين البدو وغاراتهم وتساعدهم في حروبهم ضد الفرس ومن كان يؤيدهم من عرب المناذرة أو الحيرة في العراق. وبالمثل اتخذ الساسانيون ملوك الفرس من دولة المناذرة درعًا تحميهم من غارات البدو وجنودًا تقف في صفوفهم في أثناء حروبهم ضد الرومان والبيزنطيين والغساسنة، وبين الطرفين قامت إمارة كندة في شمالي نجد، وكانت تدين بالولاء فيما يبدو لملوك اليمن الحميريين: ملوك سبأ وذي ريدان ويمنات.
والغساسنة[1] يعودون في رأي نسابي العرب إلى أصل يمني؛ فهم من عرب الجنوب الذين نزحوا إلى الشمال مع قبائل أخرى كثيرة أهمها جُذام وعاملة وكلب وقضاعة. وقد أقاموا إمارتهم في شرقي الأردن، ولم يتخذوا لها حاضرة بعينها فتارة تكون حاضرتهم الجولان أو الجابية، وتارة تكون جلولاء أو جلَّق بالقرب من دمشق. وقد يكون في ذلك ما يدل على أنهم ظلوا بدوًا يرحلون بخيامهم وإبلهم وأنعامهم من مكان إلى مكان في تلك الأنحاء. ويقال أنهم أول نزولهم بالشام اصطدموا بعرب يسمون الضجاعمة، تغلبوا عليهم، وأصبحوا سادة تلك المنطقة التي حلوا فيها وقربهم الرومان منهم والبيزنطيون ومنحوهم ألقابًا رسمية من ألقابهم.
ويزعم مؤرخو العرب أن مؤسس سلالتهم جفنة بن عمرو مُزَيقياء، ولذلك.

[1] انظر في الغساسنة تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء لحمزة الأصفهاني، وكتاب "أمراء غسان" لنولدكه ترجمة فلسطين زريق وبندلي جوزي، وتاريخ العرب قبل الإسلام لجواد علي 4/ 118 وما بعدها ومحاضرات في تاريخ العرب لصالح أحمد العلي 1/ 44 وتاريخ سورية ولبنان وفلسطين لفيليب حتى "نشر دار الثقافة ببيروت" 1/ 466.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست