responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 301
وقد عاش زهير في خلال هذه الحروب التي نشبت بين عبس وذبيان، حروب داحس والغبراء التي سبق أن تحدثنا عنها في غير هذا الموضع، وقد أسهمت عشيرة أخواله، في تلك الحروب وصليت نارها، وأيضًا فإنها صليت نيران حروب أخرى كانت تنشب بينها وبين بعض العشائر الذبيانية، وفي شعر خاله بشامة ما يصور تلك الحروب الأخيرة؛ فقد رَوَى له صاحب المفضليات قصيدتين يحرض فيهما عشيرته أن لا يخذلوا حلفاءهم "الحُرَقة" وأن يقفوا معهم ضد بعض العشائر من بني سعد بن ذبيان. ومعنى ذلك أن الأيام التي عاشها زهير في عشيرة أخواله الذبيانيين لم تكن أيام استقرار وأمن؛ إنما كانت أيام حروب وسفك للدماء، فدائمًا تشن الغارات، ودائمًا تجيش القلوب بالأضغان، فتُسَلُّ السيوف وتُقْطَع الرقاب. ويعودون من حروبهم دائمًا إلى رعي الإبل والأغنام، وإلى صيد بعض الحيوان، شأن القبائل النجدية في العصر الجاهلي.
وكانت ذبيان وغيرها من قبائل غطفان تتعبد في الجاهلية العزى، ويقال إنها كانت شجرة أقامت حولها كعبة كانت تحج إليها، وتهدي القرابين، وقد هدمها خالد بن الوليد بأمر الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم، وربما قال الرواة إنها شجرات ثلاث، وقد يقولون إنه كان في الكعبة وثن. وأكبر الظن أن هذا هو الصحيح فقد كان فيها وثن العزى، وكان من حوله شجرات يقدسونها[1]. ومهما يكن فقد كانوا وثنيين، وظلوا على وثنيتهم إلى ظهور الدين الحنيف2.

[1] انظر تاريخ العرب قبل الإسلام لجواد علي 5/ 97 وما بعدها.
2- حياته:
ليس بين أيدينا شيء واضح عن نشأة زهير سوى أنه عاش في منازل بني عبد الله بن غطفان وأخواله من بني مرة الذبيانيين، وفي كنف خاله بشامة بن الغدير، وكان شاعرًا مجيدًا كما كان سيدًا شريفًا، يقول ابن سلام: "وكان كثير المال، وكان
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست