responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 163
4- قضية الانتحال
واضح مما قدمنا أن الشعر الجاهلي دخل فيه انتحال كثير، وقد أشار إلى ذلك القدماء مرارًا وتكرارًا، وحاولوا جاهدين أن ينفوا عنه الزيف وما وضعه الوُضَّاع

والأخبار تراثًا كبيرًا، ومعروف أنه يقع في واحد وعشرين مجلدًا ضخمًا وأن للجاهليين فيه حظًّا موفورًا. وهو يسوق هذه المادة الجاهلية الشعرية التاريخية مقترنة بأسانيد، تصور مصدرها، محتاطًا إزاء رواته أشد الحيطة؛ فمن عرف بكذبه نبه عليه، وحتى من عرف بصدقه كان يراجع روايته على روايات معاصريه به ودواوين الشعراء، مبالغة في الدقة والتحدي. والكتاب مؤلف حقًّا في القرن الرابع الهجري؛ ولكنه يستمد من رواة القرنين الثاني والثالث الهجريين كما يتضح من أسانيده؛ فهم الذين جمعوا هذا التراث الجاهلي الضخم، وأتاحوا لمن جاءوا بعدهم أن يؤلفوا مؤلفاتهم الكبرى، سواء أكانت مجموعات شعرية أو أمالي أو أخبارًا وتراجم؛ بل لقد بدأ منذ القرن الثالث تأليف هذه الكتب الجامعة مثل حماسة أبي تمام والبيان والتبيين للجاحظ والكامل للمبرد وعيون الأخبار لابن قتيبة وكتابه الشعر والشعراء.
وربما كان السكري أهم راو ظهر في النصف الثاني من القرن الثالث؛ فقد رُويت عنه دواوين كثيرة، وهو يجمع في روايته بين الروايتين الكوفية والبصرية؛ إذ أخذ عن ابن حبيب وابن السكيت الكوفيين كما أخذ عن الرياشي وأبي حاتم السجستاني البصريين. وتمضي في القرن الرابع الهجري، فيتكاثر التأليف والتدوين على نحو ما هو معروف عن ابن دريد وابن الأنباري والقالي والمرزباني، وعملهم كما ذكرنا مشتق من عمل رواة القرن الثالث، ونراهم يهتمون -مثل أبي الفرج الأصبهاني في أغانيه- بالسند؛ فهم لا يكتفون غالبًا بالراوي القريب الذي سمعوا منه؛ بل يسلسلون الرواة حتى نصل إلى أبي عمرو بن العلاء أو إلى المفضل الضبي مثلًا. وبذلك قدموا لنا -صنيع سابقيهم- مادة الشعر الجاهلي بكل ما تحمل من أسباب ضعف أو ثقة، وكان كثير منهم لا يزال إلى البادية صنيع الرواة المتقدمين.

نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست