responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 11
2- تاريخ الأدب
واضح الآن أن تاريخ الأدب لأمة من الأمم إما أن يلتزم فيه المؤرخ المعنى العام لكلمة أدب؛ فيؤرخ للحياة العقلية والشعورية في الأمة تاريخًا عامًّا، وإما أن يلتزم المعنى الخاص، فيؤرخ للشعراء والكتاب تاريخًا خاصًّا بالأدب ونشأته وتطوره وأهم أعلامه، ولعل أهم من أرخوا لأدبنا بالمعنى الأول بروكلمان في كتابه "تاريخ الأدب العربي" ونسج على منواله جورجي زيدان في كتابه المسمى بـ"تاريخ آداب اللغة العربية". ونراهما يعرضان لتاريخ الحياة الأدبية والعقلية عند العرب في نشأتها وتطورها مع الترجمة للفلاسفة والعلماء من كل صنف، والشعراء والكتاب من كل نوع. ومن غير شك يتقدم بروكلمان جورجي زيدان في هذا الصدد بسبب المادة الغنية التي يحتويها كتابه؛ فقد أحصى إحصاء دقيقًا أدباء العرب وعلماءهم وفلاسفتهم مع ذكر آثارهم المطبوعة والمخطوطة وما كتب عنهم قديمًا وحديثًا؛ مبينًا مناهجهم ومكانتهم في الفن أو العلم الذي حذقوه، مع نبذة عن كل فن وعلم ومدى ما حدث له من تطور ورقي.
ومؤرخ الأدب العربي إما أن ينهج هذا النهج الواسع، وإما أن ينهج النهج الثاني الذي أشرنا إليه؛ فيقف بتاريخه عند الشعراء والكتاب مفصلًا الحديث في شخصياتهم الأدبية وما أثر فيها من مؤثرات اجتماعية واقتصادية ودينية وسياسية، ومتوسعًا في بيان الاتجاهات والمذاهب الأدبية التي شاعت في كل عصر. ومن المحقق أن المؤرخ للأدب العربي بمعناه الخاص يأخذ الفرصة كاملة كي يؤرخ لهذا الفرع المونق من فروع الأدب بالمعنى العام، وهو الفرع الذي يراعى فيه الجمال الفني والتأثير في ذوق القارئ والسامع، وإثارة ما يمكن أن يثار في نفسيهما من مشاعر وعواطف متباينة؛ فهو يؤرخ للأدب الخالص تاريخًا مفصلًا لا يكتفى فيه بالنبذ الموجزة عن الاتجاهات والفنون الأدبية ولا بالتراجم المجملة عن الشعراء والكتاب على نحو ما يصنع بروكلمان في تاريخه العام؛ بل يكتب في ذلك الفصول الواسعة مطبِّقًا المناهج الحديثة في دراسة الأدب الخالص ومن أنتجوه من الأدباء.

نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست