responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع البدائه نویسنده : الأزدي، ابن ظافر    جلد : 1  صفحه : 92
ومن هذا الذي عني حماها ... على قربٍ ولم يدخل حماها
وضنت بالسلام على بخلاً ... وقد ضمنت لطارقها قراها
وعين حل فيها السحر لما ... أحلت في نواظرها قذاها
غدا الإعراض حظ مؤمليها ... وأمسى اليأس غاية من رجاها
أود ومهجتي في راحتيها ... مدى الأيام لو جعلت فداها
قال الأمير: وحين انتهى إلى هذا الحد، ورأيت شدة تجمعه وفرط تحفزه، وما يعانيه في إحضار ذهنه، قطعته إشفاقاً عليه.

ومما وقع من هذا الباب وكانت الإجازة في وسط الشعر صلةً لمعنى منقطع
ما أخبرني به الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي القرموني، قال: أنشد والدي الشيخ أبو الحسن علي بن محمد اليحصبي القرموني قول ابن الرومي:
شهر الصيام مبارك ... ما لم يكن في شهر آب
خفت العذاب فصمته ... فوقعت في نفس العذاب
فقال: هذان البيتان منقطعان، ويحتاجان إلى ما يصل بينهما. فقال بديهاً:
اليوم فيه كأنه ... من طوله يوم الحساب
والليل فيه كأنه ... ليل التواصل والعتاب

الباب الثالث
في بدائع بدائه التمليط
التمليط هو أن يجتمع شاعران فصاعداً على تجريد أفكارهم، وتجريب خواطرهم في العمل في معنى واحد.
وأما اشتقاقه فذكر ابن رشيقٍ أنه من أحد شيئين؛ إما أن يكون من الملاطين؛ وهما جانبا السنام في مرد الكتفين؛ قال جرير:
ظللن حوالي خدر أسماء وانتحى ... بأسماء موار الملاطين أروح
فكأن كل قسيم أو بيت ملاط، أي جانب من البيت أو القطعة.
والآخر أن يكون من الملاط، وهو الطين يدخل في البناء، ويملط به الحائط تمليطاً، أي يدخل بين اللبن حتى يصير شيئاً واحداً.
وأما الملط؛ وهو الذي لا يبالي ما صنع، والأملط؛ وهو الذي لا شعر له في جسده؛ فليس لاشتقاقه منهما وجه.
قال علي بن ظافر: فمن التمليط ما يكون بين شاعرين؛ ومنه ما يكون بين شعراء، ومنه ما يكون بقسيمٍ لقسيمٍ، ومنه ما يكون بيت لبيت، ومنه ما يكون ببيتين لبيتين.
والفرق بينه وبين الإجازة أن التمليط يتفق فيه الشعراء قبل العمل على العمل، أو يندبون لذلك،

نام کتاب : بدائع البدائه نویسنده : الأزدي، ابن ظافر    جلد : 1  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست