responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع البدائه نویسنده : الأزدي، ابن ظافر    جلد : 1  صفحه : 86
يراجعني عن خده وهو عاطر ... ويرجع عن عطفيه وهو بليل
وما كنت لولا هجره بمروعٍ ... ولو صدني عنه قناً ونصول
أناهٍ فإني لا أصيخ للائمٍ ... ولو أن حد المشرفي عذول
سأصبر لايدري هواي فينثني ... ولا أنا أرجو عطفه فأقول

وأخبرني القاضي الموفق بهاء الدين أبو علي الديباجي كاتب الدست الشريف
قال: أنشدنا مولانا السلطان الملك الكامل - خلد الله ملكه - قول الشاعر:
ترحل من حياتي في يديه ... فيا أسفي ويا شوقي إليه!
واستجاز الجماعة، فقلت:
ومن هذا يكون عليه مثلي ... وهذي الريح أخشاها عليه
وقال الأمير الأجل الكبير صلاح الدين أدام الله توفيقه:
ألا يا ليته إن كان يأتي ... حياتي ثم موتي في يديه

ومنه ما تكون الإجازة فيه لأكثر من بيت؛ ذكر أبو العتاهية
قال: حبسني الرشيد لتركي الشعر، وغلقت على الأبواب، فبقيت دهشا كما يدهش مثلي لتلك الحال، فإذا رجل جالس في جانب السجن، وهو مقيد، فجعلت أنظر إليه ساعة، فتمثل بقوله:
تعودت مر الصبر حتى ألفته ... فأسلمني حسن العزاء إلى الصبر
وصيرني يأسى من الناس راجياً ... لحسن صنيع الله من حيث لا أدري
فقلت له: أعد - أعزك الله - هذين البيتين، فقال لي: ويلك يا أبا العتاهية! ما أسوأ أدبك وأقل عقلك! دخلت على السجن، فما سلمت تسليم المسلم على المسلم، ولا سألت مسألة الحر للحر، ولا توجعت توجع المبتلى للمبتلى، حتى إذا سمعت بيتين من الشعر الذي لا فضيلة فيك سواه، لم تصبر عن استعادتهما، ولم تقدم قبل مسألتك عنهما عذراً لنفسك في طلبهما! فقلت: يا أخي، إني دهشت من هذه الحال، فلا تعذلني واعذرني متفضلاً فقال: أنا والله بالدهش والحيرة أولى منك؛ لأنك حبست على أن تقول الشعر الذي به ارتفعت وبلغت ما بلغت، وإذا قلته أمنت؛ وأنا حبست على أن أدل على ابن رسول صلى الله عليه وسلم؛ ليقتل أو أقتل دونه! والله لا أدل عليه أبداً، والساعة يدعى بي فأقتل، فأينا أحق بالدهش! فقلت: أنت والله أولى،

نام کتاب : بدائع البدائه نویسنده : الأزدي، ابن ظافر    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست