responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع البدائه نویسنده : الأزدي، ابن ظافر    جلد : 1  صفحه : 167
وأنبأني الشيخ الفقيه النبيه أبو الحسن بن المقدسي عن أبي القاسم مخلوف بن علي القيرواني السرقسطي عن الحميدي
قال: ذكر أبو عامر بن سلمة أن إسحاق بن إسماعيل المنادي حضر مجلساً من أهل الأدب، فدخل عليهم فتى يكنى أبا الوليد، وبيده تفاحة غضة، فتنافسوا فيها، وجعل كل يستهديها. فقال: لا يستحقها بالأصالة إلا من وصفها فأحسن وصفها، فقال المنادي: هاتها فأنا زعيم بما أردته فيها، فأعطاه إياها فقال:
مجال العين في ورد الخدود ... يذكر طيب جنات الخلود
وأطيب ما تمنى النفس إلف ... يجدد وصله بعد الصدود
وآرجةٍ من التفاح تزهو ... بطيب النشر والحسن الفريد
فقلت لها: فضحت المسك طيباً ... فقالت لي: بطيب أبي الوليد

وروى ابن بسامٍ في كتاب الذخيرة ورويناه بالإسناد المتقدم
قال: حدث أبو عبد الله الصفار لصقلي قال: كنت ساكناً بصقلية وأشعار ابن رشيق ترد على، فكنت أتمنى لقاءه حتى قدم الروم علينا، فخرجت فاراً بمهجتي، تاركا لكل ما ملكت يدي، وقلت: أجتمع بأبي علي، فبرقة شمائله، وطيب مشاهدته، سيذهب عني بعض ما أجد من الحزن على مفارقة الأهل والوطن. فجئت القيروان، ولم أقدم شيئاً على الدخول إلى منزله، فاستأذنت ودخلت، فقام إلى وهو ثاني اثنين، فأخذ بيدي، وجعل يسألني، فأخبرته بأمري فارتمض. وبعد أن تمكن أنسى بمجالسته، قال لي يوماً: يا أبا عبد الله، إن هاهنا بالقيروان غلاماً قد سلب كبدي، واستولى هواه على خلدي منذ عشرة أعوام، فانهض بنا إليه، فإن أنت ساعدتني عليه، قدمت عندي يداً لا يعدلها إلا رضاه. فقلت: سمعاً وطاعة، وسرت معه، حتى جئنا صاغة الجوهريين، فإذا غلام كأنه بدر تمام، صافي الأديم، عطر النسيم، كأنما يبسم عن در، ويسفر عن بدر، قد ركب كافور عارضيه، على بياض يحرحه الوهم بخاطره، ويدميه الطرف بناظره، فأنشدته قول الصنوبري:
إنه من علامة العشاق ... اصفرار الوجوه عند التلاقي
وانقطاع يكون من غير عي ... وولوع بالصمت والإطراق
فقال لي: والله ما واجهته قط قبل يومي هذا إلا غشي على، ولكني أنست بك،

نام کتاب : بدائع البدائه نویسنده : الأزدي، ابن ظافر    جلد : 1  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست