responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع البدائه نویسنده : الأزدي، ابن ظافر    جلد : 1  صفحه : 106
من الأديب أبي عبد الله المتيطي، وأبي العباس أحمد ابن خمير أنهما اجتمعا بمنار سبتة في بعض العشايا، والشمس قد آذنت بالرواح، ونثرت زعفرانها على مسك البطاح، فقال ابن خمير:
عشيتنا وقد لبست ردائي ... شحوبٍ للتفرق والوداع
فقال المتيطي:
فيا شمس الأصيل أراك تشكو ... كشكوائي، أطبعك من طباعي!
فقال ابن خمير:
فلا تجزع لعل الدهر يوماً ... يجود على التفرق باجتماع
قال علي بن ظافر
وقال لي الستولي ما معناه: وأخبراني أيضاً أنهما مرا على صبي نجار ينجر أخشاب سفينة، كأن البدر يبسم عن محياه، والزهر ينسم عن رياه، وهو يبذل من أخشابه ما كان مصوناً، ويعاقبها بالقطع لسرقتها حركات أعطافه حين كان غصوناً، فتجاريا القول فيه؛ فقال المتيطي:
ورب ظبيٍ غريرٍ ... يروع بالهجر روعي
فقال ابن خمير:
ذلت له الخشب طوعاً ... كذلتي وخضوعي
فقال المتيطي:
فقلت: حبي، ماذا ... تبغي بهذا الصنيع؟
فقال ابن خمير:
فقال أنشي سفيناً ... لرحلتي ونزوعي
فقال المتيطي:
فقلت: دونك فاجعل ... سفينةً من ضلوعي
فقال ابن خمير:
شراعها من فؤادي ... وبحرها من دموعي
قال علي بن ظافر
وأخبرني القاضي أبو المكارم أسعد بن الخطير المقدم ذكره، قال: اجتمعت مع الوجيه أبي الحسن علي بن الذروي رضي الله تعالى عنه، ومعنا رجل سيء الخلق، كثير الضجر والحنق، ذو صدرٍ يضيق عن مثقال الذرة، ويتسع عنه اتساع الأفق لسم الإبرة، فترافدنا في ذمة، فقال ابن الذروى:
لو كان سرمك مثل صدرك ضيقةً ... طال اشتياق حتاره للفيشل
فقلت:
ولكنت أول من يقال بأنه ... بغاء إلا أنه لم يدخل

وأخبرني الأديب عبد المنعم بن صالح الجزيري
قال: اجتمع عندي ابن المنجم والوجيه أبو الحسن بن الذروي، والفقيه الأديب أبو الفضل المنبوز بطيري، وجلسوا للحديث، فدخل علينا أبو الربيع سليمان بن تنين الطحان، وذكر أنه رأى رجلاً مصلوباً بأعلى الجسر، وطعن بعد صلبه، فقال الوجيه ابن الذروي:

نام کتاب : بدائع البدائه نویسنده : الأزدي، ابن ظافر    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست