responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المقامات الزينية نویسنده : ابن الصيقل الجزري    جلد : 1  صفحه : 79
الدهرُ يَسعى للجَهولِ لجَهله ... ويحطُّ من رُتَبِ العَقولِ لعَقْلهِ
ويُقيم فَدْماً ثم يخفِضُ عالماً ... وَرِعاً تُحيِّرُنا محاسنُ فعْلهِ
فاصبرْ إذا نزلَ القضاءُ فإنّه ... بالصَّبْر يُعْرَفُ نابه في أهله
ودع الخيانةَ واجتنبْ في عِفِّةٍ ... فِعلَ الفَجور جزيلَهُ معْ قلِّه
واغمد لسانكَ لا يُسَلُّ فإنَّه ... سيف يسوءك إن سمحت بسله
واحفظْ عهودَ ذوي العهودِ ولا ... تَجُدْ أبداً بعرضِكَ ما استطعتَ وثلِّهِ
وتجنب النذلَ اللئيمَ فإنَّهُ ... يهوَى المعائب أنْ تكونَ بخِلّهِ
يدنو إليكَ بجسمِهِ وفؤادُهُ ... متباعِد بُعْدَ العُلى من أصلِه
والوغدُ يغتابُ العليمَ لكونهِ ... فوق السِّماكِ على مجرّة نُبلهِ
ويُريهِ حُسْنَ تودّدٍ وبقلبه ... نار تَضَرَّمُ من حرارةِ غِلِّهِ
وإذا نظرتَ بعينِ عقلك قِسْتَهُ ... دونَ الجذاذةِ من جذاذةِ نعلهِ
فاقنعْ بأيسرِ عيشةٍ إنَّ النُهى ... رَبَطَ القناعةَ والجَلاَلَ بحَبْلِهِ
وانظرْ إلى العلماءِ نظرةَ راغب ... واسلُكْ إلى الرحمن أوضحَ سُبْلِه
وتحلَّ بالعلم المُعِزّ لأنّهُ ... رَيع يعينك أو تجلّ لأجْله
واسمحْ مما ملكتْ يمينُكَ واعترفْ ... أنَّ الإله يُعيدُهُ من فَضْلِه
واخلَعْ ثيابَ مَكارهٍ وفواحشٍ ... والبسْ لفرْجِكَ جُنَّةً في قتلهِ
واحذرْ منَ الطمع الذي في طيّهِ ... طبَعٌ يطبّقُ مَعْ طلائع ذُلِّه
قالَ: فحين زَبَرْتُ ما أملاهُ، وشكرتُ طولَ مُلأةِ ما أولاهُ، نفحني بحلاوةِ فحواهُ، ومنحنيِ مِنَ التُّحَفِ بما حِواهُ حواهُ، فحرْتُ من نظافةِ زواياهُ، ولطافةِ مزاياهُ، ورَدَدْتُ في الحافرةِ صفاياهُ، وأبيتُ الصِّلةَ إلا وصاياه.
المقامةُ الثانيةُ والثلاثونَ الحمصيّة

نام کتاب : المقامات الزينية نویسنده : ابن الصيقل الجزري    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست