responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المقامات الزينية نویسنده : ابن الصيقل الجزري    جلد : 1  صفحه : 130
فحينَ شَنّفَ بشُنوفِ ظائيتهِ، وشرَّفَ بانسحابِ سحابِ سحبانيتهِ، وحسَمَ مادَّةَ غضبه، وطسمَ عيونَ عيونِ صَخَبهِ، وقفلَتْ سمائمُ سُمومهِ، وأفلَتْ غمائمُ غُمومهِ، قالَ له القاضي: اصبر لحظِّكَ الفاركِ، وحِقِّ حِقِّكَ الباركِ، واتَّخِذْها صِفوة المباركِ، واعلَمْ أنَّ الإنجاب أولادُ الفواركِ ثم ما الذي تشكو لأزيلَ شكواكَ، وأعطِفَ عُنُقَ الإعانة لعدواكَ، وأستعطفَ لك قلبَ أمِّ مثواكَ، فقال: لستُ أشكو إلاَّ منَّها ومَنَّها، وحُبَّها لا لا إنَّها ولأنَّها، الخفيف:
جَذذتني بجَيْش جَذٍّ فجذي ... غِبّ بَغَضيْْ يَجزّ خفظيَ بخفضي
تتجنَّى بغُنْج جَفْن فجفني ... نَشَجٌ ثجَّ بَيْنَ قَضٍّ فغَض
تتثنى فتنثني بقضيبٍ ... قضف يجتني تبيغ غضي
ضيفتني بفيض غيظ بغيض ... خشِب نيفٍ بضيفنِ بغض
شنفتني بشنفِ شِف فبثي ... بث فذ يبيت ضيف تقضي
شتتني ففتتني فقضني ... في ضجيج يبتز بضي بفض
شيَّبتني فشيْبُ شيبي بشغْب ... غَيْثِ نَقْض يَقضي تَشَظي نُقْضي
قال: فلمّا حَسَرَ وجوهَ عُقودِ جُماناتِه، وكَسَرَ سَوْرَة وقودِ وقودِ أنَّاتهِ، وشرَقَ قَمَرُ مشارقِ آياته، وتُحقّق عدمُ عَدَم نَقْطِ حروفِ أبياتهِ، بكى الحاكمُ والحاضرون، وشكا له من نوازلِ الزمنِ المحاضرون، وحين فاحَ فائحُ فلاحه، ولاحَ كوكبُ صُبح صَلاحهِ، وأجنَتْ شجراتُ آمالهِ، وأينعَتْ ثمراتُ إعمالهِ، تألَمتْ لميلِ الحكم إليهِ، بعدَ أنْ كانَ مائلاً مع الزمان عليهِ، ثم إنَّها نظرتْ نظرَ اللبيبِ، وشَرَقتْ شمسُ شِقْشِقَتها والنزيبِ، وصكَّتْ بكفّها الخَضيبِ، ديباجةَ خدِّها الرطيبِ الخصيبِ، ولمَّا انهمَّ سَمُّ ذلك الجام، وهمَّ جَمُّ جَحْفلِ حَجَّتِها بالإحجام، ضارعَتْ سَحَّ ذلكَ الانسجام، بأبياتٍ عاريةٍ عن الاعجام وقالت: البسيط:
كم حكَّمَ الدهرُ حُكّاماً وعلّمهم ... مَعالمَ الحُكمِ والإحكامِ والحِكمِ
وكم هَوَوا وهَوُوا أهواءَ واطَّرحوا ... أوامرَ الرُّسْل والإسراءِ والحَكَم
وكم سَعَوا لطِماح طالح وسَدَوا ... لحاصلِ الحرْص كالمِرْسالةِ السَّدِم
وكم سَهَوا وسطَوا عمداً وطَحْطَحَهم ... معسكرُ السَّامِ والأرماس والسدَم
وكم علوا معهداً عَدْواً وما عَدَلوا ... وطالما عَدَلوا للحِرْم والحَرَمِ
وكم واصلوا مَطْمعاً حِرْصاً وكم ... حَرموا وصارموا رحم المحرومِ والحُرم
لو حاولوا عَذْلَهُم ما آل حالُهم ... حالَ المَعادِ لِهَصْرِ الرأس واللِمم
آهاً لهم لو رأوا ما سرَّ مسلكُهم ... لهلمموا هادماً للّوم واللَّمَم

نام کتاب : المقامات الزينية نویسنده : ابن الصيقل الجزري    جلد : 1  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست