responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - ت الحوفي نویسنده : ابن الأثير، ضياء الدين    جلد : 1  صفحه : 134
وبعض هذا الفصل مأخوذ من شعر عبد السلام بن رغبان, عرف بديك الجن1:
يُزْهَى به القلمان إلّا أن ذا ... لدن المجسِّ وأنَّ ذا بكعوب
عودان يقضب ذا الطلى[2] بلعابه ... ويجوب ذا المهجات بالتركيب
ويكفيك أيها المتوشح لنثر الشعر أن تنظر إلى هذا الفصل، وتتأمّل الموضع الذي أخذت معنى هذين البيتين, ووضعته فيه، فإن فيه غناء ومقنعًا.

1 ديك الجن: هو عبد السلام بن رغبان، وُلِدَ في حمص، وديك الجن لقب له، وكان شديد التشعب والعصبية على العرب، وهو شاعر مجيد، لم يبرح نواحي الشام، وكان متشيعًا لآل البيت، وله مراثٍ كثيرة في الحسين بن علي، وكان مع ذلك خليعًا ماجنًا عاكفًا على اللهو والقصف، متلافًا لما ورث عن آبائه, وما كتسبه بشعره من أحمد وجعفر ابني علي الهاشميين، توفي ديك الجن سنة 235هـ.
[2] الطلى -بالضم: الأعناق أو أصولها, جمع طلية أو طلاة -بضم الطاء فيهما.
حل آيات القرآن الكريم:
أما حلُّ آيات القرآن العزيز فليس كنثر المعاني الشعرية، لأنَّ ألفاظه ينبغي أن يحافظ عليها، لمكان فصاحتها, إلا أنه لا ينبغي أن يؤخذ لفظ الآية بجملته، فإن ذلك من باب "التضمين"، وإنما يؤخذ بعضه، فإمَّا أن يجعل أولًا لكلام أو آخرًا، على حسب ما يقتضيه موضعه، وكذلك تفعل الأخبار النبوية. على أنه قد يؤخذ معنى الآية والخبر, فيكسى لفظًا غير لفظه، وليس لذلك من الحسن ما للقسم الأول للفائدة التي أشرنا إليها.
وقد سلكت في ذلك طريقًا اخترعتها، وكنت أنا ابن عذرتها، وعند تأمّل ما أوردته منها في هذا الكتاب يظهر للمتأمِّل صحة دعاويَّ، ولئن كان من تقدَّمني أتى بشيء من ذلك, فإني ركبت ففيه جوادًا وركب جملًا، ونال من مورده نهلة واحدة, ونلت منه نهلًا وعللًا.
ومن آتاه الله في القرآن بصيرةً فإنه يسبك ألفاظه ومعانيه في كلامه، ويستغني به عن غيره، إلّا أنه ينبغي أن يكون فيه صوَّاغًا يخرج منه ضروب المصوغات، أو صرَّافًا يتجهبذ في نقوده المختلفة من الذهب المختلف الألوان، ولا أقول من الفضة، فإنه ليس فيه من الفضة شيء، وهو أعلى من ذلك، أو يكون فيه تاجرًا يديره على يده،
نام کتاب : المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - ت الحوفي نویسنده : ابن الأثير، ضياء الدين    جلد : 1  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست