responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي نویسنده : ابن طرار، أبو الفرج    جلد : 1  صفحه : 94
النَّصِيرِ التِّنِّيسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيِّ، عَنِ الأَصْبَغِ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَصَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وَأَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ لَا حول وَلَا قُوة إِلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ".

كثير من أَصْحَاب الحَدِيث لَا يضْبط اللُّغَة
وروى لَنَا الْجُنْدَيْسَابُورِيُّ هَذَا الْخَبَر، فَقَالَ فِيهِ: الصَّبْوَة والصِّبْوَان كَأَن اللافظ اعْتبر فِيهِ لفظ الصَّبوة. وَقَوْلهمْ: صبا يصبو، والسائر فِي كَلَام الْعَرَب الصِّبية فِي جمع صبيٍّ وَالصبيان، وأصحابُ الحَدِيث لَا يضبطُ كثيرٌ مِنْهُم مثل ذَلِك فيحيله وَلَا يضبطه، ورسولُ اللَّه صلّى اللَّه عَلَيْهِ وَسلم أفْصح الْعَرَب، وَكَلَامه جارٍ عَلَى أوضح الْإِعْرَاب، وَأَعْلَى مَرَاتِب الصَّوَاب.

إِعْرَاب الْمَفْعُول لَهُ
وَقَول من حكى عَنْهُ فِي هَذَا الْخَبَر: إِنَّمَا فعلتُ ذَلِكَ مخافتك، الْمَعْنى بِهِ لمخافتك وَمن مخافتك وَلأَجل مخافتك، وَهَذَا الَّذِي ينْتَصب عِنْدَ النُّحاة لأنَّه مفعول لَهُ، يُقَالُ: دَنَوْت ابتغاءَ الْخَيْر، ونأيتُ حذار الشَّرّ، قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: " يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْت " أَي لحذر الْمَوْت، أَوْ من حذره، وَقد قيل إِن الْمَعْنى، أَنهم جعلُوا أَصَابِعهم فِي آذانهم حذر الْمَوْت، وَأَن حذر الْمَوْت مَنْصُوب لِأَنَّهُ مفعول ثَان، فقولك: جعلت مَالك فِي بَيْتك عدَّة لزمانك، وسلاحك فِي رَحْلك جُنَّةً من عَدوك، وَمن هَذَا النَّحْو، قَول الشَّاعِر:
وأغفرُ عَوْرَاءَ الكَرِيم ادَّخَارَهُ ... وَأعْرض عَنْ ذَنْبِ اللئِيم تَكَرُّمَا

غَار أخر ينطبق عَلَى تِسْعَة إخْوَة
حَدَّثَنَا أبي رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بْن جَعْفَر الْخُتلِي: قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه - يَعْنِي ابْن عَمْرو البلْخيّ - قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه الْخُتّلي، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرو الْعمريّ، قَالَ: أَخْبرنِي حُسَيْن بْن حَسَن بْن سَلَمَة بْن مُزينة العاري، عَنْ أَبِيه: أنَّ امْرَأَة من بني عَامر كَانَ لَهَا بنُون عشرَة، فَخرج تِسْعَة مِنْهُم فِي بَعْض حَاجتهم، فَأَصَابَتْهُمْ السَّمَاء فابتدروا كهفا فتحدرت صخرةٌ فردمت عَلَيْهِمْ بَاب الْكَهْف، فَمَكَثُوا فِيهِ لَا يقدرُونَ عَلَى الْخُرُوج مِنْهُ حَتَّى مَاتُوا عَنْ آخِرهم، فَلَمّا طَال ذَلِكَ عَلَى أمّهم، قَالَتْ لابنها الْعَاشِر: انْطلق فاقْفُ آثَار إخْوَتك فَمَا أَرَانِي إِلَّا وَقد رزئتهم، قَالَ: يَقُول ابْنهَا: كَيفَ ذَاك يَا أمه؟ قَالَتْ: يَا بنيَّ إِنِّي وَالله أجد كَبِدي تحترقُ احتراقًا، كلما قلت قَدْ سكن عَاد تَلَهُّبًا، فانطِلِقْ هَلْ تُحِسُّ لَهُمْ أثرا، أَوْ تعلم لَهُم خَبرا، قَالَ: فَخرج الْفَتى يقفو آثَار إخْوَته حَتَّى انْتهى إِلَى ذَلِكَ الْكَهْف فَاطلع فِيهِ فَإِذا إخْوَته موتى مُجَدَّلِين، فَرجع يُرِيد أمه باكيًا، فَلَمّا أَتَاهَا قَالَتْ: مَا وَرَاءَك يَا قيس؟ قَالَ: خَيْرٌ يَا

نام کتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي نویسنده : ابن طرار، أبو الفرج    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست