responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي نویسنده : ابن طرار، أبو الفرج    جلد : 1  صفحه : 692
خليليَّ فِيمَا عشتما هَلْ رَأَيْتُمَا ... قَتِيلا بَكَى من حبِّ قَاتله قبلي
ثُمَّ استنشده جميل، فأنشده قافيته الَّتِي أَولهَا:
عرفتُ مصيفَ الحيِّ والمتربَّعا
حَتَّى بلغ إِلَى قَوْله فِيهَا:
وقرَّبن أسبابَ الْهوى لمتيّمٍ ... يقيسُ ذِرَاعا كلما قِسْنَ إصبعا
فصاحَ جميل واستحيا وَقَالَ: لَا وَالله مَا أحسن أَن أَقُول مثل هَذَا فَقَالَ لَهُ عمر: اذْهَبْ بِنَا إِلَى بثينة لنتحدث عِنْدهَا، فَقَالَ لَهُ: إِن السُّلْطَان قد أهدرَ لَهُم دمي مَتى جِئْتهَا، قَالَ: فدلَّني على أبياتِها، فدلَّه. وَمضى حَتَّى وقف على الأبيات وتأنّس وتعرف، ثُمَّ قَالَ: يَا جَارِيَة أَنا عُمَر بن أبي ربيعَة فأعلمي بثينة مَكَاني. قَالَ، فأَعْلَمَتها فَخرجت إِلَيْهِ فَقَالَت لَهُ: لَا وَالله يَا عمر مَا أَنا من نِسَائِك اللَّاتِي تزْعم أَن قد قتلهنَّ الوجدُ بك، قَالَ: وَإِذا امْرَأَة طوالة أدماء حسناء، فَقَالَ لَهَا عمر: فَأَيْنَ قولُ جميل:
وهما قَالَتَا لَو أنَّ جَميلا ... عرض الْيَوْم نظرةَ فرآنا
نظرتْ نَحْو تربها ثمَّ قالتقد أَتَانَا وَمَا علمنَا منانا
بَيْنَمَا ذَاك مِنْهُمَا رأتاني ... أوضع النَّقْض سيرَهُ الرَّتكانا
ويروى أعمل النَّقْض سيره زفيانا فَقَالَت لَهُ: لَو استمدَّ مِنْك جميل مَا أفلحَ، وَقد قيل: اشْدُد العَيْرَ مَعَ الْفرس فَإِن لَمْ يتَعَلَّم من جريه تعلَّم من خلقه.

بعض أَنْوَاع السّير
قَالَ القَاضِي: " أوضعُ النقضَ سيرَهُ الرتكانا " أَنَّهُ يحمل على سرعَة السّير، قَالَ الله تَعَالَى: " وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ " " التَّوْبَة:47 " قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الإيضاعُ سرعَة السّير، يُقالُ: أوضعتُ بَعِيري وأوضعتُ نَاقَتي إِذا أسرعت، فَإِذا كَانَت هِيَ الفاعلة قلت: وضعت النَّاقة تضعُ وضعا، ويُقال وضع الرجلُ يضعُ إِذا سَار أسْرع سير، قَالَ دُرَيْد بْن الصمَّة:
يَا لَيْتَني فِيهَا جذع ... أخب فِيهَا وأضع
من الخبب والوضع. وَقد اخْتلف فِي بَيت عمر بن عبد الله بن أبي ربيعَة:
تبالهنَ بالعرفان لما عرفنني ... وقلن امرءٌ باغٍ أكلَّ وأوضعا
فراوه قوم هَكَذَا وَجعلُوا أكلَّ من الكلال، وَهُوَ من الذروح والإعياء، وَقَالُوا: إنَّه كدّ فِي بغاء نَاقَته، وأوضع فِي طلبَهَا، وأسرعَ مَعَ الكلال ليدركها، فاجتمعَ عَلَيْهِ الكلالُ والإيضاعُ. ورواهُ آخَرُونَ: " وقلنَ امْرُؤ باغٍ أضلَّ وأوضعا " بِمعنى أَنَّهُ أضلَّ بعيره فجدَّ فِي بغائه وأوضع فِي طلبه. وَقَوله: " النَّقْض " يريدُ الَّذِي قد هزله السّير فصارَ نِقْضًا بَالِيًا ويَجمع أنقاضًا. والزفيان كنحوه. وَقَوله: " امْرَأَة طوالة " يَعْنِي طَوِيلَة، وَهَذَا مِمَّا جَاءَ على فعيلٍ وفُعَال، يُقال رجل طويلٌ وطُوَال وطوَّال، قَالَ الراجز:

نام کتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي نویسنده : ابن طرار، أبو الفرج    جلد : 1  صفحه : 692
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست