responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي نویسنده : ابن طرار، أبو الفرج    جلد : 1  صفحه : 291
وَكَانَ الْمَكْتُوب إِلَيْهِ ظريفًا فَأَجَابَهُ:
بريذيننا يَا أخي غامزٌ ... فكنْ سيِّدي فَاعِلا من عَذَرْتُ
فَحكى صاحبنا هَذَا أَن هَذَا الرَّجُل ادّعى هَذِهِ الْقِصَّة وَهَذَا الشّعْر لنَفسِهِ.
قَالَ: القَاضِي: فَأَما امْتنَاع دُخُول دَابَّة وخاصة وَمَا أشبههَا فِي الشّعْر لِئَلَّا يلتقي فِيهِ ساكنان، فَهَذَا هُوَ الأَصْل فِي هَذَا الْبَاب، وَإِنَّمَا يجْتَمع فِي الشّعْر سَاكن ومُسَكَّن كَقَوْل امرىء الْقَيْس:
لَا وَأَبِيك ابْنة العامِرِيّ ... لَا يَدعي القَومُ أَنِّي أفر
إِذا ركبُوا الْخَيل واستلأموا ... تحرقتِ الأرضُ واليومُ قر
وَقَول الْأَعْشَى:
إِذا أَنَا سَلَّمْتُ لَمْ يُرْجِعُوا ... تحيَّتَهم وهُمْ غَيْر صُرّ
وَهَذَا كثير وتفسيرهذا لَهُ مَوضِع لَمْ نر إطالة كتَابنَا هَذَا بِذكرِهِ، وَقَدْ بَيناهُ فِي أولى الْمَوَاضِع، وَقَدْ جَاءَ فِي الشّعْر اجْتِمَاع الساكنين فِي مزاحف للمتقارب، وَذَلِكَ:
فَقَالُوا الْقصاص وَكَانَ القصا ... ص حَقًا وعدلا عَلَى الْمُسْلِمِينا
وَقَدْ رُوِيَ وَكَانَ الْقصاص عَلَى الأَصْل وَالْوَجْه الجائِز الْمَعْرُوف، وَقَدْ كَانَ بَعضهم أَتَى فِي الشّعْر بالدواب وخفف الْبَاء فَلم يلتق ساكنان، وَبَعْضهمْ يكره التقاء الساكنين فِي منثور الْكَلَام ويهرب مِنْهُ إِلَى الْهَمْز، فِيمَا لَا أصل للهمز فِيهِ، وَقَدْ قَرَأَ أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ " وَلا الضأْلين " بِالْهَمْز، وَهَذِه قراءةٌ مُخَالفَة لقِرَاءَة سائِر الأئمَّة، وَلما نَقله من فِي نَقْلِه الحجَّة من الأئمَّة، وَكَذَلِكَ سَبِيل الْقِرَاءَة الَّتِي رويناها.

أَمْثِلَة مِمَّا همز وَلا أصل للهمز فِيهِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يحيى الصولي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يزِيد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَان الْمَازِنِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيد بْن أَوْس، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرو بْن عُبَيْد يقْرَأ: فيومئذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إنسٌ وَلَا جَان "، مهموزًا، فَظَنَنْت أَنَّهُ قَدْ لحن، حَتَّى سَمِعْتُ الْعَرَب تَقُولُ: امْرَأَة شأبة، وَهَذِه دأبة عَلَى أَن كُثَيِّرًا قَدْ قَالَ:
وأنتَ ابنُ لَيْلَى خَيْرُ قومِكَ مَأَثُرًا ... إِذا مَا احْمَأَرَّتْ بالدِّماءِ العَوَامِلُ
فَعلمت أَنَّهُ مَا قَرَأَ إِلا بِأَصْل.
قَالَ مُحَمَّد بْن يَزِيد: فَقلت للمازني: أَفَتُحبُّ أَنْت هَذِهِ الْقِرَاءَة؟ قَالَ: أختارها، والتقاء الساكنين اللَّذين أَولهمَا من حُرُوف الْمَدّ واللّين مِنْهَا مَا هُوَ بِمَنْزِلَة حَرَكَة من فصيح كَلَام الْعَرَب الْجَارِي مجْرى فصيح اللُّغَة.
وَقَدْ روينَا خَبرا فِي معنى الْخَبَر الَّذِي ريوناه عَنِ ابْن خالويه وَالشعر الَّذِي تَضَمَّنه.

نام کتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي نویسنده : ابن طرار، أبو الفرج    جلد : 1  صفحه : 291
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست