responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي    جلد : 1  صفحه : 449
الباب التّاسع والأربعون في تذكّر طبّ الزّمان- والتهلّف عليه- والحنين إلى الألّاف- والأوطان
كنا قد ذكرنا فيما صدّرنا به هذا الكتاب ما أنشأ الله عليه الخليقة من حبّ الوطن والسّكن، وما درج إليه أولي النّحل السّليمة- والعقد الصّحيحة من الولوع بحفظ متقادم أعصارهم، بما اتّفق من سير وحكم نخبهم- وأنه حبّب إليهم ما يأثره القرن بعد القرن، منهم ليظهر من جلائل صنعه- في كل حين وفوائد منحه على كلّ حال ما توافق فيه الرّواة- وتلاحق به المدد والأوقات.
وذكرنا أيضا شيئا صالحا من علّة الحنين إلى الألّاف والأوطان، وما تأسّس عليه أسباب التّنافس والتّحاسد بين الرّجال، إلى انكشاف الأحوال عن التّراضي بينهم بمختلفات الأقسام، وإنّ جميع ذلك حكمة بالغة من الله جلّ جلاله في الأنام، فأحببنا أن نجدد هنا ما يتأكّد به ما تقدّم، أنشد المبرد شعرا:
لعمري لئن جليت عن منهل الصّبا ... لقد كنت ورّاد المشربة العذب
ليالي أعدو بين بردين لاهيا ... أميس كغصن البانة النّاعم الرّطب
سلام على سير القلاص مع الرّكب ... ووصل الغواني والمدامة والشّرب
سلام امرئ لم تبق منه بقية ... سوى نظر العينين أو شهوة القلب
قال أبو تمام:
إذا لا صدوف ولا كنود اسماهما ... كالمعنين ولا نوار نوار
إذ في القتادة وهي أنجل أيكة ... نمر وإذ عود الزّمان نضار
قال دريد بن عبد الله:
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت ... مزارك من ريّا وشعباكما معا
وأذكر أيّام الحمى ثمّ أنثني ... على كبدي من خشية أن تقطّعا

نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي    جلد : 1  صفحه : 449
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست