responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي    جلد : 1  صفحه : 346
النّافع. وإذا كان إلى المرفق فهو المطر الجود وهو يجزي الأرض شهرا من المطر. فإذا بلغ الثرى نصف العضدين قيل: حيا. فإذا بلغ المنكب فهو حيا عند جميع النّاس لما بعده. فإذا حفر الحافر الثّرى فذهبت يده حتى يمس الأرض باذنه وهو يحتفر. والثّرى جعد. فقد اعتقدت الأرض حياسنتها. ويقال: غيث جدا، لا يحفره أحد ولا سكفه، أي لا يعلم أحد أين أقصاه.
وقال الأصمعي: إذا التقى الثّريان فهو الجود يعني أن يتّصل النّدى الظّاهر بالنّدى الباطن المستكنّ في جوف الأرض. وحكى الأصمعيّ عن رؤبة: شهر ثرى وعشر ثرى- وشهر مرعى- وشهر استوى. وقال ابن الأعرابي: قيل لابنة الخنسي: كم يعقد المطر في الأرض ولا يخرج؟ فقالت: عشر ثرى وعشر ثرى وعشر مرعى «1» . أرادت أنّ الماشية تشبع في ثلاثين. فهذان القولان متّفقان، ومعنى استوى: اكتهل في الشّهر الرّابع ثم يشبع المعزى.
واعلم أنّ البلاد تختلف في ذلك: فإنّ منها الأنبت الممراح فلا يبطئ نباته، ومنه المصلاد النكد الجحد الإنبات. ويختلف أيضا من قبل الزّمان، فإنّ الأرض إذا جيدت والزّمان لين كزمان الصّفوى والدفيء والخريف لم تلبث الأرض أن تعشب. وإذا جيدت والزّمان قسيء بارد منعها البرد من الإعشاب فأبطأت به.
وقال ابن الأعرابي: قال أبو المجيب أعرابي من بني ربيعة: لقد رأيتنا في أرض عجفاء، وزمان أعجف، وشجر أعشم في قف غليظ، وجادة مدرعة غبراء فبينا نحن كذلك، إذ أنشأ الله من السّماء غيثا مستكفا نشوؤه، مسبلة عزاليه- عظاما قطره- جوادا صوبه- زاكيا ودقه- أنزله الله رزقا لنا فتنعش به أموالنا- ووصل به طرقا فأصابنا. وأما السّوطة بعيدة بين الأرجاء فاهر مع مطرها حتّى رأيتنا وما نرى غير السّماء والماء، وصهوات الطّلح فضرب السّيل النّجاف.
وأمّا الأودية فرعها فما لبثنا إلا عشرا حتّى رأيناها روضة تندى، فهذا اجزأنها روضت في عشر وهو دون ما قدّمناه من قبل. والعلّة فيه الزّمان، وإذا اتّفق الزّمان اللّين والأرض الممراح كان هذا ونحوه. وإذا وقع الغيث: فنجع ورؤي تباشير خيره قيل: رأينا أرض بني فلان غب المطر واعدة حسنة. حكاه الأصمعي، فإذا أبصرت شيئا من النّبات فذاك الإيشام والطّرور والبقول والإيفال.
أو شمت الأرض توشم إيشاما، وطر النّبت طرورا كما يطرّ الشّارب، فإذا تطررت

نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي    جلد : 1  صفحه : 346
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست