responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عمدة الكتاب نویسنده : النحاس، أبو جعفر    جلد : 1  صفحه : 354
ولا ماضٍ يرتد, وإن الآخرة دار بقاءٍ وقرارٍ, وجنةٍ ونارٍ؛ صار أولياء الله إلى الآخرة بالصبر, فجاوروا الله عز وجل في داره ملوكاً خالدين, يا أيها الناس إن الله خلقكم ليبلو أخباركم أيكم أحسن عملاً, جعل موتاً بين حياتين, موتاً بعد حياةٍ, وحياةً ليس بعدها موتٌ, وإن أعداء الله عز وجل نظروا, فلم يجدوا شيئاً بعد الموت إلا والموت أشد منه, فسألوا الله الحياة جزعاً من الموت, وإن أولياء الله نظروا, فلم يجدوا شيئاً بعد الموت إلا والموت أهون منه, فسألوا الله عز وجل الموت جزعاً من الحياة, ولكل مما فيه مزيدٌ. واعلموا أن ما نقص من الدنيا وزاد في الآخرة خيرٌ مما نقص من الآخرة وزاد في الدنيا, وكل شيءٍ من الدنيا سماعه أعظم من عيانه, وكل شيءٍ من الآخرة عيانه أعظم من سماعه, فليكفيكم من العيان السماع, ومن الغيب الخبر, سبحان الله! ما أقرب الحي من الميت في اللحاق به, وأبعد الميت من الحي للانقطاع عنه. إن الذي أمرتم به أوسع من الذي نهيتم عنه, وما أحل لكم أكثر مما حرم عليكم, فذروا ما قل لما كثر, وما ضاق لما اتسع, فقد تكفل لكم بالرزق, وأمرتم بالعمل, فلا يكن المضمون لكم طلبه أولى من المفروض عليكم عمله, مع أنه قد اعترض الشك, ورحل اليقين, حتى كأن الذي ضمن لكم فرض عليكم, وكأن الذي فرض عليكم وضع عنكم, ولله آباؤكم تنبهوا من سنتكم, وبادروا العمل وخافوا بغتة الأجل, فإنه لا يرجى من رجعة العمر ما يرجى من رجعة الرزق, ما فات اليوم من الرزق يرجى غداً زيادته, وما فات من العمر أمس لم يرج اليوم رجعته, الرجاء مع الجائي, واليأس مع الماضي, فـ {اتقوا الله حق تقاته

نام کتاب : عمدة الكتاب نویسنده : النحاس، أبو جعفر    جلد : 1  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست