responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النحو الوافي (ط دار المعارف) نویسنده : عباس حسن    جلد : 1  صفحه : 592
الحِلم بلادة، وما كان الحليم بليداً؛ يحتمل المهانة. فزيدت "باء الجر" فى أول الخبر المنفى فى المثالين - وأشباههما - لغرض معنوى؛ هو: توكيد النفى وتقويته[1].
وليست زيادتها مقصورة على أخبار بعض النواسخ دون بعض، وإنما هى جائزة فى جميع تلك الأخبار؛ بشرط أن تكون منفية[2]، فلا يصح زيادتها فى خبر: "زال" وأخواتها الثلاث؛ لأن الخبر فيها موجب "أى: مثبت" كما عرفنا.
ومع أن زيادتها مباحة بالشرط السالف فإنها متفاوتة فى الكثرة بين تلك الأخبار فتكثر فى خبر: "ليس"، نحوقوله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَام} وقول الشاعر:
ولسْتُ بهَيَّاب لمنْ لا يَهابُنى ... لسْتُ أرَى للمرء مالاَ يَرَى لِيَا
ثم فى خبر: "ما" الحجازية؛ نحوقوله تعالى: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيد} وقوله: {وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} ثم فى خبر "كان".
وإذا تقدم الخبر فتوسط بينَ الناسخ واسمه جاز إدخال؛ "باء" الجر الزائدة على الاسم المتأخر؛ ففى نحو: ليس الشجاع متهوراً - يصح أن يقال: ليس متهوراً بالشجاع. وفى نحو: ما كان الجواد إسرافاً - يصح أن يقال: ما كان إسرافاً بالجود3.
ومن المستحسن ألا نلجأ لهذه الزيادة فى اسم الناسخ إلا حيث يتضح أمرها، وتشتد الحاجة إليها.

[1] ذلك أن باء الجر لا تزاد هنا إلا في الخبر المنفي، فوجودها دليل على وجود النفي وإعلان عنه، وإزالة شبهة غيابه. فكأن النفي بها قد تكرر. هذا وقد سبق في أول الكتاب فائدة الحرف الزائد ص 70.
[2] زيادتها جائزة في المنفي من أخبار بعض الأفعال النواسخ، فتدخل أخبار "كان" وأخواتها إلا "ليس" الاستثنائية، و "لا يكون" الاستثنائية، وإلا "زال"، و "فتيء" و "برح"، و "انفك"، لأن أخبار هذه الأربعة موجبة - كما تقدم- وتزاد في مضارع: "كان" بشرط أن يكون منفيا بحرف النفي. "لم"، نحو: كلمتني فلم أكن بمشغول عنك، ولم تكن بمنصرف عني. فالباء حرف جر زائد، وما بعدها مجرور بها، في محل نصب - كما سيجيء البيان في ص 607 - وتزاد في المفعول الثاني من مفعولي: "ظن وأخواتها"، نحو: ما ظننت المؤمن بجبان. أما زيادتها في غير هذه المواضع، فالأحسن البعد عن استخدامه، والاقتصار فيه على المسموع دون محاكاته، أو القياس عليه "انظر ص 608".
على أن لزيادة "الباء" موضوعا تفصيليا هاما سجلناه في مكانه الأنسب "وهو باب: حروف الجر- جـ2 م 90 ص 455 وما بعدها، حيث الكلام على الكلام أم أحكام باء الجر. "3" راجع الصبان.
نام کتاب : النحو الوافي (ط دار المعارف) نویسنده : عباس حسن    جلد : 1  صفحه : 592
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست