responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : غريب الحديث نویسنده : الخطابي    جلد : 1  صفحه : 653
وقوله: يُقَهقِر. قَالَ أبو عَمْرو القَهْقَرى: الإحضَارُ فيكون عَلَى هذا أَنَّهُ أسرع في الانْصِراف. وقال الأخفَشُ: يُقالُ رَجَع القَهْقرى إذَا رجَعَ وراءَهُ ووجْهُهُ إليك. والكِرينَةُ المُغَنِّيَة. وقد احتجَّ بَعْضُ أهل العلم بهذا الحديث في إبْطال أحكام السَّكرَان وقالوا لو لزِمَ السَّكران ما يكون منه في حالِ سُكره كما يَلزمُهُ في حالِ صَحْوه لكان المُخاطِبُ رَسُولَ الله بما استقْبله بِهِ حمزة كافرًا مُبَاحَ الدَّم.
قَالَ أبو سُليمان: وقد ذهب عَلَى هذا القائل أنَّ ذَلِكَ منه إنّما كَانَ قبل تحرِيمِ الخَمْر وفي زمانٍ كَانَ شُرْبُها مُباحًا وإنّما حُرِّمَت الخَمرُ بعد غَزْوَةِ أُحُد. قَالَ جابرٌ: اصْطبحَ ناسٌ الخَمْر يَوْمَ أُحدُ ثُمَّ قُتِلُوا آخرَ النهار شُهَداءَ. فأَمَّا وقَدْ حُرِّمَتْ فَشُرْبُها مَعْصِية وما تولَّد منها لازِمٌ ورُخَصُ الله لا تَلْحقُ العَاصِين.

وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَقِيَ الْعَدُوَّ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَقَالَ: "حَم لا يُنْصَرُونَ" [1].
يذهبُ كثيرٌ من الناس في معناه إلى أنّه دُعَاء. وَأُرَى أبا عُبَيْدٍ قد أشار إلى نحُوٍ من هذا. وبلغني عَنِ ابن كيسان أنه سأل عنه أبا العباس أحمد بن يحيى فَقَالَ هُوَ إخبار معناه واللهِ لا يُنْصَرُون ولوْ كَانَ دُعَاءً لكان مَجْزُومًا. وقال أهْلُ التفسير: حَامِيم اسْمٌ مِنْ أسْماءِ الله عَزَّ وجَلَّ فكأَنَّه حَلَف باسْمٍ من أَسْماءِ الله أنّهُم لا يُنْصَرُون ويدلّ عَلَى هذا قولُ الشاعر:
يُذَكّرني حَامِيم والرُّمحُ شَاجرٌ ... فهلا تلا حامِيمَ قبْل التَّقدُّم2

[1] أخرجه أبو داود في الجهاد 3/33 والترمذي في فضائل الجهاد 4/197 وأحمد في مسنده 4/289.
2 اللسان "حمم" وينسب إلى شريح بن أوفى العبسي وإلى الأشتر النخعي والضمير في يذكرني لمحمد بن طلحة وقتله الأشتر أو شريح.
نام کتاب : غريب الحديث نویسنده : الخطابي    جلد : 1  صفحه : 653
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست