responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في علم اللغة نویسنده : كمال بشر    جلد : 1  صفحه : 261
لأن انتشارها الواسع العريض يقضي على كل مقاومة تقف في طريقها. وهنا يأتي دور الباحث اللغوي الذي لا ينبغي أن يقف مكتوف الأيدي أمام الجديد اللغوي، وعليه أن يحكم بصحته ما لم يخالف بالنص قاعدة قديمة أو يعارضها وما لم يؤد إلى تغيير في أصول العربية أو الخروج بها عن دائرة الخواص المميزة لها. ونحن بهذا نتمشى مع روح التطور، وهو حتمي، ونضمن للغتنا نموا وغنى في وسائل التعبير. وهو ضروري.
ومن أمثلة هذا الضرب من الجديد في عربية اليوم قولهم "باطراد":
عندما تمارس الرياضة فسوف تجد راحة نفسية
حيث استعملت "عندما" رابطة تشبه أداة الشرط في ربط الشرط بجملة الجواب مع استخدام الفاء في جواب الشرط المبدوء بسوف، كما هو الحال تماما في أساليب الشرط المعهودة. ومن ذلك أيضا وبخاصة في عناوين الصحف.
المتهربون من الضرائب، كيف نتعقبهم؟
حيث استخدمت أداة الاستفهام كما لو كانت في غير موقع الصدارة، على حين أنها في الواقع جاءت في صدر جملتها وهي منطوق ثان أريد به نوع من البيان أو التساؤل شبه المستقبل جذبا للانتباه واهتماما بالفكرة.

الأخطاء الشائعة:
الشيوع في حد ذاته يعني كثرة الاستعمال وربما اطراده، وهذا دليل القبول من البيئة اللغوية، ويرشحه للنظر الذي قد يؤدي إلى الحكم بصحته هذا هو رأي الوصفيين. ولكن المعياريين لهم توجه آخر، إذ المصطلح "الشائعة" وقع صفة لمصطلح آخر هو "الأخطاء". وشيوع الأخطاء ظاهرة تنذر بفساد اللغة واضطراب قواعدها. الأمر الذي يستوجب العمل على مقاومته وعلاجه بطريق أو بآخر.
والمعياريون -على العكس من الوصفيين- لا يدخلون في تفاصيل تحديد معنى الشيوع أو بيان درجاته، ويكتفون بالقول بأن "الخطأ الشائع" هو ما خرج عن الحدود المرسومة وكثر استعماله بحيث أصبح يشكل ظاهرة في الوسط اللغوي المعين، وليس مقصورا استعماله على فرد أو مجموعة من الأفراد بوصفه سمة خاصة بهم أو سلوكا فرديا مميزا لأساليبهم اللغوية والمعروف أن الابتكار أو التجديد اللغوي إنما يصدر في الأصل عن فرد أو أفراد لم يتفقوا على هذا الجديد بطريق العمد، وإن جاز أن يقع هذا الاتفاق بمحض المصادفة. والابتكار في هذه المرحلة ما زال فرديا، فإذا كتب له النجاح وذاع وشاع أصبح جماعيا، وهذه المرحلة الثانية هي التي يؤخذ بها في قضية الصواب والخطأ رفضا أو قبولا، بحسب وجهات نظر الدارسين.

نام کتاب : دراسات في علم اللغة نویسنده : كمال بشر    جلد : 1  صفحه : 261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست