responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير    جلد : 1  صفحه : 97
إليها ملتقى الصادر والوارد ممن بلغته الدعوة المباركة والثمرات تجبى إليها من كل مكان فهي أكثر البلاد نعما وفواكه ومنافع ومرافق ومتاجر.
ولو لم يكن لها من المتاجر إلا أوان الموسم ففيه مجتمع أهل المشرق والمغرب فيباع فيها في يوم واحد فضلا عما يتبعه من الذخائر النفيسة كالجوهر والياقوت وسائر الأحجار ومن أنواع الطيب كالمسك والكفاور والعنبر والعود والعقاقير الهندية إلى غير ذلك من جلب الهند[1] والحبشة إلى الأمتعة العراقية واليمانية إلى غير ذلك من السلع الخراسانية والباضئع المغربية إلى ما لا ينحصر ولا ينضبط ما لو فرق على البلاد كلها لأقام لها الأسواق النافقة ولعم جميعها بالمنفعة التجارية كل ذلك في ثمانية أيام بعدالموسم حاشا ما يطرا بها مع طول الأيام من اليمن وسواها فما على الأرض سلعة من السلع ولا دخيرة من الذخائر إلا وهي موجودة فيها مدة الموسم فهذه بركة لا خفاء بها وآبة من آياتها التي خصها الله بها.
وأما الأرزاق والفواكه وسائر الطيبات فكنا نظن أن الأندلس اختصت من ذلك بحظ له المزية على سائر حظوظ البلاد حتى حللنا بهذه البلاد المباركة فألفيناها تغص بالنعم والفواكه كالتين والعنب والرمان والسفرجل والخوخ والاترج والجوز والمقل والبطيخ والقثاء والخيار إلى جميع البقول كلها كالباذنجان واليقطين والسلجم[2] والجزر والكرنب إلى سائرها إلى غير ذلك من الرياحين العبقة والمشمومات العطرة
وأكثر هذه البقول كالباذنجان والقثاء والبطيخ لا يكاد ينقطع مع طول العام وذلك من عجيب ما شاهدناه مما يطول تعداده وذكره ولكل نوع من هذه الأنواع فضيلة موجودة في حاسة الذوق يفضل بها نوعها الموجود في سائر البلاد فالعجب من ذلك يطول.

[1] جلب الهند: ما يجلب منها.
[2] السلجم: اللفت.
نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير    جلد : 1  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست