responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار نویسنده : المقريزي    جلد : 1  صفحه : 229
وعوجا بقرطاجنة فانظرا بها ... جنايتي العادين تنتحبان
وإيوان كسرى فانظراه فإنه ... يخبر كما بالصدق كل أوان
فلا تحسبا أن الفناء يخصني ... ألا كل ما فوق البسيطة فاني
ووجدت بخط الشيخ شهاب الدين أحمد بن يحيى بن أبي حجلة التلمساني أنشدني القاضي فخر الدين عبد الوهاب المصريّ لنفسه في الأهرام سنة خمس وخمسين وسبعمائة وأجاد:
أمباني الأهرام كم من واعظ ... صدع القلوب ولم يفه بلسانه
اذكرنني قولا تقادم عهده ... أين الذي الهرمان من بنيانه
هنّ الجبال الشامخات تكاد أن ... تمتدّ فوق الأرض عن كيوانه
لو أنّ كسرى جالس في سفحها ... لأجلّ مجلسه على إيوانه
ثبتت على حرّ الزمان وبرده ... مددا ولم تأسف على حدثانه
والشمس في إحراقها والريح عن ... د هبوبها والسيل في جريانه
هل عابد قد خصها بعبادة ... فمباني الأهرام من أوثانه
أو قائل يقضي برجعي نفسه ... من بعد فرقته إلى جثمانه
فاختارها لكنوزه ولجسمه ... قبرا ليأمن من أذى طوفانه
أو أنها للسائرات مراصد ... يختار راصدها أعز مكانه
أو أنها وصفت شؤون كواكب ... أحكام فرس الدهر أو يونانه
أو أنهم نقشوا على حيطانها ... علما يحار الفكر في تبيانه
في قلب رائيها ليعلم نقشها ... فكر يعض عليه طرف بنانه
ذكر الصنم الذي يقال له أبو الهول
هذا الصنم بين الهرمين عرف أوّلا ببلهيب، وتقول أهل مصر اليوم أبو الهول.
قال القضاعي: صنم الهرمين وهو بلهويه، صنم كبير من حجارة فيما بين الهرمين لا يظهر منه سوى رأسه فقط تسميه العامة بأبي الهول ويقال: بلهيب، ويقال: إنه طلسم للرمل، لئلا يغلب على إبليز الجيزة.
وقال في كتاب عجائب البنيان: وعند الأهرام رأس وعنق بارزة من الأرض في غاية العظم تسميه الناس: أبا الهول، ويزعمون أن جثته مدفونة تحت الأرض، ويقتضي القياس بالنسبة إلى رأسه أن يكون طوله سبعين ذراعا فصاعدا، وفي وجهه حمرة ودهان يلمع عليه رونق الطراوة، وهو حسن الصورة مقبولها عليه مسحة بهاء وجمال كأنه يضحك تبسما.
وسئل بعض الفضلاء، عن عجيب ما رأى فقال: تناسب وجه أبي الهول، فإنّ أعضاء

نام کتاب : المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار نویسنده : المقريزي    جلد : 1  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست