responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين    جلد : 1  صفحه : 216
يجوُدِ كفٍّ لو الطائُّي شاهدَه ... لقال لا ناقتي فيها ولا جمليِ
ومنطقٍ يترُك الألْبابَ حائرةً ... والكاملَ العقْل مثلَ الشاربِ الثَّمِلِ
كم أنْشَدتْ لذوِي الفتوى براعتُه ... أصالةُ الرأيِ صانْتني عن الخَطَلِ
قَّلدت جيِدَ أهالي القدسِ عِقْدَ ثَنَا ... من دُرِّ ألفاظِك الخالي عن الخَلَلِ
قصيدةً مالها مِثْلٌ يُناظرُها ... سارتْ بلاغتُها في الكونِ كاَلَمَثَلِ
لو أنْصفُوا لم يكن موجودُهم بَدَلاً ... عنها وهل ليتيمِ الدُّرِّ من بَدَلِ
مِن أعْجب الأمرِ تقْريظي لها هذَراً ... ولو سترتُ عَوارِى كَان أصلحَ ليِ
فما نِظاميَ لّمَّا أن يُقاسَ بها ... إلا نظيرُ قياسِ الشمسِ مَعْ زُحَلِ
لكنْ رأيتُ انْتظاري مع قُصورِ يدِي ... في سِلْكِ مَدْحِكُم عفْواً من الزَّلَلِ
فرُمْتُه فأتَى يسعَى على عَجَلٍ ... فاعجَبْ له من بَسيطٍ جاء في رَمَلِ
ولَذَّالي وصفُك الزَّاهِي فأذْهلني ... عن البَداءةِ بالتَّشْبيبِ والغَزَلِ
أنا البشيرُ وكلُّ اسمٍ لصاحبِه ... منه نصيبٌ بِنُجْحِ القَصْدِ والأملِ
فدُمْ فما زلتَ نُوراً يُستضاءُ به ... إلى الهدى وبعَوْنِ الله لم تزَلِ
تحْمِى حِمَى مِلَّةِ الإسلامِ أشْرف مَن ... نال الفَخارَ من الأمْلاكِ والرُّسُلِ
صلَّى عليه إلهي دائَماً أبداً ... والآلِ والصحبِ أهلِ العلم والعملِ
ما أُنْشدت فاسْتمالتْ عقلَ صاحبِها ... ما كَان مَرْمَى فؤادِي حيثُ هِّيءَ لِي
أدباء الرملة

خير الدين بن أحمد الحنفي
بقية السلف، وخير الخلف.
ذاته كاسمه، والفضل كله برسمه.
وعلمه كلمة إجماع، ومدحه عطر أفواه وحلى أسماع.
فهو في الفقه عالم الشرع، ومحرر الأصل والفرع.
وعلم الشهرة المنشور، إلى يوم البعث والنشور.
وأما في الفرائض فله السهم والنصيب، وإذا اقتسمت فريضة الشكر فله الحظ والتعصيب.
إلى علوم غيرها أخذ جلَّ خيرها، وسار فيها سيرةً اقتدى الجهابذة بسيرها فهو من منذ حلَّ في الكون، مدده التوفيق والعون.
رمقته عين العناية، فدلت عليه كلمة الفضل بالصريح والكناية.
فسمت هممه، وكرمت ذممه، وانتعشت به من الفضل رممه.
وشغله علمٌ يفيده، وفخرٌ يشيده.
ورياسةٌ يتفيَّأ وارفها، وطهارةٌ يلتحف مطارفها.
إلى وقار ترزن به الأرض، ومقدارٍ له النافلة من الحظوة والفرض.
فطار صيته في الأقطار، وتغنَّى به راكب الفلك وحادي القطار.
وصرفت الأعنَّة إلى التماس خيره، وطارت القلوب بجناح العزيمة تيمُّناً بطيره.
وكلن على اعتنائه بعلوم الشريعة، واختصاصه منها بالمرتبة الرفيعة.
يعني بالآداب فيصيرها رونقا متسقا، وينظم لآلى نكاتها في أسلاك الإجادة نسقا ويقول الشعر في المرتبة العالية، ولا يختار من الثناء إلا القيم الغالية.
وقد أوقفني صاحبنا إبراهيم بن عبد العزيز الجينيني على ديوان نظمه، فجردت منه أشياء حظها الإصابة ونصيبها، وسهم الانتقاد لا يصيبها.
فمن مطوَّلاتها قوله في الغزل:
أمِن ذِكْر جارٍ بذات السَّلَمْ ... أرقت دموعا جرَت كالعَنَمْ
وأم هاجتِ الرِّيحُ من جانبٍ ... به شادنٌ أهْيَفٌ قد ألَمّ
أتحسَب أن الهوى مُخْتفٍ ... ودمُعك منه جرى وانْسَجَمْ
عجبتُ لخَصْرٍ له ناحِلٍ ... على حَمْل رِدْفَيْه أنَّى الْتأمْ
إذا ما رَنا باهْتزازٍ فقد ... ربَا عنده هَيَجانُ الألمْ
فلا عجبٌ إن نأَى مُعرِضا ... لأن الظّبا لم تزلْ فيه لمْ
وأُدْعَى فصيحاً لدَى عتْرتي ... وأُدْعَى لديْه بِداءِ البَكَمْ
ترفَّق بقلبٍ غدا في يديْكَ ... رقيقاً وفَوِّق بتلك الشِّيَمْ
وضاهيْتُ خَصْرا له ناحلاً ... ولازَمَني في هواه السَّقَمْ

نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين    جلد : 1  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست