responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني    جلد : 1  صفحه : 292
بلينا جوى إن رام منا تذللاً ... من الحب ابلاء النفوس ولا نبلي

وقال السيد المذكور يرثي خاله السيد جعفر بن عبد الرؤوف
حلت عليك معاقد الانداء ... ونحت ثراك قوافل الأنواء
وسرت على أكناف قبرك نسمة ... بلت حواشيها يد الأنداء
منها
هتفت أياديك الجسام بأعيني ... قسمحن بالبيضاء والحمراء
أنى يجازي شكر نعمتك التي ... جللتنيها قطرة من ماء
منها
بادرة سمحت بها الدنيا على ... يأس من الاحسان والاعطاء
واسترجعتها بعد ما سمحت بها ... بخلا كذلك شيمة البخلاء
منها
فلئن قصرت من الاقامة عندنا ... حتى كأنك لمحة الايماء
فلقد أقمت بنا قريباً بالعلى ... وكذا تكون إقامة الغرباء

السيد أبو محمد حسين بن حسن
بن أحمد بن سليمان الحسيني الغريفي البحراني
ذو نسب يضاهي الصبح عموده. وحسب أورق بالمكرمات عوده. وناهيك بمن ينتهي إلى النبي في الانتما. وغصن شجرة أصلها ثابت وفرعها في السما. وهو بحر علم تدفقت منه العلوم أنهارا. وبدر فضل عاد به ليل الفضايل نهاراً. شب في العلم واكتهل وهي صيب فضله واستهل. فجرى في ميدانه طلق عنانه. وجنا من رياض فتونه أزهار افتنانه. إلا أن الفقه كان أشهر علومه. وأكثر مفهومه ومعلومه. عنه تقتبس أنواره. ومنه يقتطف ثمره ونواره. وكان بالبحرين امامها الذي لا يباريه مبار. وهمامها الذي يصدق خبره الاختبار. مع سجاي تستمد منها المكارم. ومزايا تستهدي محاسنها الأكارم. وله نظم كثير ما يمده بالفخر. وكأنما يقده من الصخر. فمنه قوله رحمه الله تعالى.
قل للذي غاب فعاب الذي ... قلت وقلت النبر مني ضروس
لا تمتحنها تمتحن أنها ... دليلة قد دليت عن مروس
بل وقناتي صعدة صعبة ... تخبر أني الهبرزي الشموس
وكانت وفاته في سنة إحدى وألف رحمه الله تعالى ولما بلغ شيخه الشيخ داود ابن شافير البحراني استرجع وأنشد بديهة
هلك القصر يا حمام فغنى ... طرباً منك في أعالي الغصون
وقال الشيخ جعفر بن محمد البحراني الخطي يرثيه
جد الردى سبب الاسلام فانجد ما ... وهد شامخ دين الله فانهدما
وسام طرف العلى غمضاً وقد غربت ... شمس الضحى وحسام المجد قد ثلما
الله أكبر ما أدهاك مرزئة ... قصمت ظهر التقى والدين فانقصما
أحدثت في الدين ثلماً لو أتيح له ... عيسى ابن مريم يأسوه لما التحما
أي امرؤ يك أفجعت الأنام به ... فاستشعروا بعده التزفار والالما
كل يزير ثناياه أنامله ... حزناً عليه ويدميها له ندما
وينثرون وسلك الحزن ينظمهم ... على الخدود عقيق الدمع منسجما
لهفي وما لهفي مجد عليّ على ... مجد تفرق أشتاتاً فما التأما
لهفي على كوكب حل الثرى وعلى ... بدر تبوء بعد الأبرج الرجما
ايهٍ خليلي قوماً واسعدا دنفاً ... أصاب أحشاه رامي الحزن حين رمى
نبكي خضم علوم جف زاخره ... وغاض طاميه لما فاض والتطما
نبكي فتى لم يحل الضيم ساحته ... ولا أباح له غير الحمام حمى
ذا منظر يبصر الأعمى برؤيته ... هدى وذا منطق يستنطق البكما
لو علّم الوحش ما ينشيه من حكم ... لراحت الوحش من تعليمه علما
أو أسمع الأسد شيئاً من مواعظه ... لظلت الأسيد خوفاً تكرم الغنما
لو أنصف الدهر أفناناً وخلّده ... وكان ذلك من أفعاله كرما
ما راح حتى حشا أسماعنا درراً ... من لفظه وسقى أذهاننا حكما
كالغيث لم ينأ عن أرض ألم بنا ... حتى يغادر فيها النبت قد لجما
كأنه وضريح ضم جثته ... ذو النون يونس لما أن له التقما
يا قبره لأعداك الدهر منسجم ... من المدامع هامٍ يخجل الديما

نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني    جلد : 1  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست