responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوافي بالوفيات نویسنده : الصفدي    جلد : 1  صفحه : 165
الْفَيْض والخيال الهذياني وَكَانَ مَعْدُوم النظير فِي كثير من أَوْصَافه من التَّوَاضُع المفرط ولين الْكَلِمَة ورقة الْقلب وسلامة الصَّدْر توفّي ببعلبك قَاضِيا بهَا فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وست مائَة وَلم ينله من جَمِيع مَا كَانَ باسمه من الجراية والجامكية إِلَّا قوته لَا غير وَلَا يسْأَل عَمَّا عدا ذَلِك وَمَات فَمَا خلف دِينَارا وَلَا درهما وَعَلِيهِ جملَة من الدّين فأبيعت كتبه لوفائها وَتُوفِّي أَخُوهُ القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن خلكان قبله سنة إِحْدَى فَلم ترقأ لَهُ بعده دمعة وَدفن فِي تربة الزَّاهِد عبد الله اليونيني
3 - (الشَّيْخ بدر الدّين ابْن مَالك)
)
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مَالك الإِمَام البليغ النَّحْوِيّ بدر الدّين ابْن الإِمَام الْعَلامَة جمال الدّين الطَّائِي الجياني ثمَّ الدِّمَشْقِي كَانَ إِمَامًا ذكياً فهما حاد الخاطر إِمَامًا فِي النَّحْو إِمَامًا فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان والبديع وَالْعرُوض والمنطق جيد الْمُشَاركَة فِي الْفِقْه وَالْأُصُول أَخذ عَن وَالِده وَجرى بَينه وَبَين وَالِده صُورَة سكن لأَجلهَا بعلبك فَقَرَأَ عَلَيْهِ بهَا جمَاعَة مِنْهُم بدر الدّين ابْن زيد فَلَمَّا مَاتَ وَالِده طلب إِلَى دمشق وَولي وَظِيفَة وَالِده وسكنها وتصدى للأشغال والتصنيف وَكَانَ اللّعب يغلب عَلَيْهِ وَالْعشرَة حكى لي الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة شهَاب الدّين مَحْمُود الْكَاتِب رَحمَه الله تَعَالَى حِكَايَة جرت لَهُ مَعَ الْأَمِير علم الدّين سنجر الدواداري وَهِي غَرِيبَة وَمَا أوثر ذكرهَا وَحكى لي غَيره عَنهُ مَا يُوَافِقهَا من اللّعب وَكَانَ إِمَامًا فِي مواد النّظم من الْعرُوض والنحو والمعاني وَالْبَيَان والبديع وَلم يقدر على نظم بَيت وَاحِد وَلَقَد حضرت إِلَيْهِ رقْعَة من صَاحبه فِيهَا نظم أَرَادَ أَن يجِيبه عَنْهَا بنظم فَجَلَسَ فِي بَيته من بكرَة إِلَى صَلَاة الْعَصْر وَلم يقدر على بَيت وَاحِد حَتَّى اسْتَعَانَ بجار لَهُ فِي الْمدرسَة على الْجَواب بعد مَا حكى ذَلِك لجاره وَقيل لي أَنه أمْلى على قَول أبي جلنك الْكَامِل
(والبان تحسبه سنانيراً رَأَتْ ... قَاضِي الْقُضَاة فنفشت أذنابها)
كراسة وَتكلم على مَا فِي هَذَا الْبَيْت من عُلُوم البلاغة سُبْحَانَ الله الْعَظِيم ووالده كَانَ ينظم الْعُلُوم فِي الأراجيز ويدرج الْمسَائِل الْكَثِيرَة فِي الْأَلْفَاظ القليلة وَهَذَا دَلِيل الْقُدْرَة على النّظم وَمن تصانيف الشَّيْخ بدر الدّين شرح الفية وَالِده الْمَعْرُوفَة بالخلاصة وَهُوَ شرح فَاضل منقى منقح وَخطأ وَالِده فِي بعيض الْمَوَاضِع وَلم تشرح الْخُلَاصَة بِأَحْسَن وَلَا أَسد وَلَا أجزل على كَثْرَة شروحها وأراها فِي الشُّرُوح كالشرح الَّذِي لِابْنِ يُونُس للتّنْبِيه والمصباح اختصر فِيهِ مَعَاني وَبَيَان الْمِفْتَاح وَهُوَ فِي غَايَة الْحسن وَقيل إِنَّه وضع أكبر مِنْهُ وَسَماهُ رَوْضَة الأذهان وَالِي الْآن لم أره وَرَأَيْت لَهُ مُقَدّمَة فِي الْمنطق ومقدمة فِي الْعرُوض وَمَات قبل الكهولة من قولنج كَانَ

نام کتاب : الوافي بالوفيات نویسنده : الصفدي    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست