responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطبقات السنية في تراجم الحنفية نویسنده : الغزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 95
ذكره القاضي عمارة في " تاريخ زبيد "، فقال: أبو العباس، الفقيه الحنفي.
كان مبرزاً في علم الكلام والأدب واللغة، شاعراً يحذو طريق أبي نواس في الاشتهار بالخلاعة، واجتاز ليلة بدار القاضي أبي الفتوح بن أبي عقامة وهو سكران، وكان فظاً في ذات الله تعالى، عز وجل، وابن بحارة يخلط كلامه، فصاح عليه القاضي، وليس عنده أحدٌ من الأعوان: إلى هذا الحد يا حمار!.
فوقف ابن بحارة مخاطباً للقاضي، وقال:
سَكَراتٌ تَعْتادُني وخُمارُ ... وانْتِشاءٌ أعْتادُهُ ونَعارُ
فمَلُومٌ مَن قال إني مَلوُمُ ... وحِمَارٌ مَن قال إنِّي حِمَارُ

163 - أحمد بن بدر الدين بن شعبان
المشهور بجده شعبا المذكور.
أحد قضاة القضاة بالديار المصرية، وأصله من الديار الشامية.
وكان ابوه من القضاة المذكورين المشهورين.
وكانت سيرته كولده أحمد غير محمودة، وطريقته غير مشكورة، وقد شُكي مِراراً عديدة، وفتش عليه وصودر، والأولى بنا أن نضرب صفحاً عن ذكر ما هو شائعٌ عنه بين العوام والخواص، من الأوصاف التي لا تليق بمن ينتمي إلى العلم وأهله أن يلتبس بها، وفضل الله أوسع من ذنوبه.
وأما صاحب الترجمة، فإنه قد اشتغل، ودأب، وحصل، وصار ملازماً من قاضي القضاة السيد الشريف محمد، المعروف بمعلول أمير، كما يزعم هو، والله تعالى أعلم.
ثم صار مدرساً في بعض المدارس بديار العرب، وألقى بها يسيراً من الدروس، بحضور من لا يعترضه، لا في الخطأ ولا في الصواب.
ولم يزل طالباً للقضاء، راغباً في تحصيله، طائراً إليه بأجنحة الطمع الزائد، وحب الرياسة المفرطة، إلى أن بلغ منه مُراده، وصار يتولاه تارة، ويعزل منه أخرى.
ومن جملة البلاد التي ولي قضاءها قوة، والبحيرة، والجيزة، والخانقاة السرياقوسية، وغيرها.
وكان يعامل الرعايا بكل حيلة يعرفها، وكل خديعة يقدر عليها، ويتوصل بذلك إلى أخذ أموالهم، والاستيلاء على أرزاقهم، فحصل من ذلك أموالاً جزيلة، لا تُعد ولا تُحصى، وأضافها إلى ما ورثه من مال أبيه، وهو فيما يقال عنه كثير جداً، ومدة عمره وجميع دهره ما رؤي، ولا سمع، أنه تصدق على فقير بكسرة ولا درهم نقرة، ولا أضاف غريباً، ولا وصل قريباً، وأما إخراج الزكاة فما أظن أنه قرأ لها باباً، ولا رأت عينه لها أصحاباً.
وأما الكتب النفيسة فإن عنده منها ما ينوف على أربعين ألف مجلد، وأكثرها من كتب الأوقاف، وضع يده عليها، ومنع أهل العلم من النظر إليها، وطالت الأيام، ومضى عليها أعوام، ونسيت عنده، وغير شروطها، ومحا ما يستدل به من كونها وقفاً من أوائلها وأواخرها، وزاد ونقص، وصارت كلها ملكاً له في الظاهر، ولم يخف الله ولا اليوم الآخر.
وقد شاع وذاع، وملأ الأفواه والأسماع، أن أجره مسقعات أملاكه وأوقافه تزيد كل يوم على عشرين أو ثلاثين ديناراً ذهبا.
وقد وصل إلى دقاقة الرقاب وهو لا يزداد في الدنيا إلا طمعاً، وفي القضاء إلا حبا وكانت نفسه الأمارة تطمعه في أن يصير قاضياً بخمسمائة عُثماني، في مرتبة مصر، ويكون بذلك من جملة علماء الديار الرومية، وداخلاً في زمرة مواليهم، وكان منه ما سنشرحه مُفصلاً، إن شاء الله تعالى.

164 - أحمد بن بديل الكوفي، القاضي
من أصحاب أبا بكر بن عياش، وعبد الله بن إدريس، ومحمد بن فضل، ووكيعاً، وعبد الرحمن المحاربي، وأبا معاوية الضرير، ومفضل بن صالح، وعبد الله بن نمير، وأبا سلامة، وغيرهم.
قال الخطيب: وكان من أهل العلم والفضل.
ولي قضاء الكوفة قبل إبراهيم بن أبي العنبس، وتقلد أيضاً قضاء همذان.
وورد بغداد، وحدث بها فروى عنه عبد الله بن إسحاق المدائني، ويحيى بن محمد بن صاعد، وإبراهيم بن حماد القاضي، ومحمد بن عبيد الله بن العلاء الكاتب، وعلي بن عيسى الوزير، وغيرهم.
قال أحمد بن صالح الهمذاني: بلغني أنه كان يسمى بالكوفة راهب الكوفة، فلما ولي القضاء قال: خذلت على كبر السن، خذلت على كبر السن!! مع عفته وصيانته.

نام کتاب : الطبقات السنية في تراجم الحنفية نویسنده : الغزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست