responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطبقات السنية في تراجم الحنفية نویسنده : الغزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 219
وقال ابن عبد الحكم: إنه قدم بعد أبيه. فإنه قال في حق أبيه: ولم يكن إبراهيم بالمذموم في أول ولايته، حتى قدم عليه ابنه من العراق، فتغير حاله، وفسدت أحكامه. والله تعالى أعلم.

647 - الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن
ابن محمد بن شاذان، أبو علي بن أبي بكر
البغدادي البزاز
قال ابن عساكر، في " تبيين كذب المفتري، فيما نسب إلى أبي الحسن الأشعري ": كان أبو علي ابن شاذان حنفي الفروع، مولده في ربيع الأول، سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، فيما نقله الخطيب.
وقال في " تاريخ الإسلام ": أسمعه أبوه من أبي عمرو بن السمك، وأحمد بن سليمان العباداني، وميمون بن إسحاق. وعدد جماعة كثيرة.
ثم قال: روى عنه أبو بكر الخطيب، والبيهقي، والإمام أبو إسحاق الشيرازي. وذكر جماعة.
ثم قال: قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً، صحيح السماع، يفهم الكلام على مذهب أبي الحسن الأشعري، وكان يشرب النبيذ على مذهب الكوفيين، ثم تركه بأخره، وكتب عنه جماعة من شيوخنا؛ كالبرقاني، وأبي محمد الخلال.
وسمعت أبا الحسن بن رزقويه، يقول: أبو علي بن شاذان ثقة.
وسمعت أبا القاسم الأزهري، يقول: أبو علي أوثق من برأ الله في الحديث.
وحدثني محمد بن يحيى الكرماني، قال: كنت يوماً بحضرة أبي علي ابن شاذان، فدخل رجل شاب، فسلم ثم قال: أيكم أبو علي ابن شاذان. فأشرنا إليه، فقال له: أيها الشيخ، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال: سل عن أبي علي ابن شاذان، فإذا لقيته فأقره مني السلام. قال: ثم انصرف الشاب، فبكى أبو علي، وقال: ما أعرف لي عملاً أستحق به هذا، إلا أن يكون صبري على قراءة الحديث علي، وتكرير الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما جاء ذكره.
قال الكرماني: ولم يلبث أبو علي بعد ذلك إلا شهرين أو ثلاثة حتى مات.
توفي أبو علي آخر يوم من سنة خمس، ودفن في أول يوم من سنة ست وعشرين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.
وقد سمع أحمد بن كامل، وعبد الباقي بن قانع، القاضيين، رحمهما الله تعالى.

648 - الحسن بن أحمد بن الحسن بن أنوشروان
قاضي القضاة، حسام الدين، أبو الفضائل، ابن قاضي القضاة
تاج الدين أبي المفاخر، الرازي، الرومي، الحنفي
قال في " درة الأسلاك " في حقه: حسام قاطع، وإمام بارع، وعالم إلى البر مُسارع، وحاكم لأشتات المعارف جامع.
كان كبير النفس ظاهر الحشمة، جليل القدر جزيل الحرمة، واسع الخطوة، وافر المروءة والحظوة، معظماً عند أراب الأبواب المأهولة، حسن المشاركة في العلوم المعقولة والمنقولة.
ولي القضاء نيفاً وعشرين سنة، بمصر والشام، واعلى في كل منهما منار الأقضية والأحكام.
وفيه يقول الأديب شمس الدين أبو عبد الله محمد بن التلمساني، من أبيات:
لا أخْتَشِي الحادِثاتِ والحَسَنُ المُحْ ... سِن لي مِن جنابهِ أرَب
مِن مَعْشَرٍ قد سَمَوْا وقد كَرُموُا ... فِعْلاً وطابُوا أصْلاً إذا انْتَسَبُوا
إنْ أظْلَمَ الدَّهْرُ ضَاءَ حُسْنُهُمُ ... وإن أمَرَّتْ أيَّامُه عَذُبُوا
من فِضَّةٍ عِرْضُهُمْ ونَشْرُهُمُ ... يُعَطِّرُ الكَوْنَ أيَّةً ذَهَبُوا
ولد في المحرم، سنة إحدى وثلاثين وستمائة، ببلاد الروم.
واشتغل، ومهر، وولي قضاء ملطية أكثر من عشرين سنة.
ثم ورد دمشق فولي القضاء بها أيضاً نجواً من عشرين سنة.
ثم نقل إلى قضاء الديار المصرية، في صفر، سنة ست وتسعين وستمائة، بعناية المنصور لاجين، لأنه كان يصحبه لما كان نائب دمشق، فاختص به كثيراً، فلما ولي السلطنة استقدمه وولاه القضاء، فلم يزل إلى أن قتل لاجين.
واتفق أنه قتل وهو عنده، فلما تسلطن الناصر صرفه عن القضاء، فرجع إلى دمشق، ولم يزل بها حتى كانت وقعة التاتار، فعدم فيها، قيل: إنهم أسروه، وباعوه للفرنج، فأخذوه إلى بلادهم، وعرفوا أنه من أهل العلم بالطب فصار يلاطفهم بطبه.
ويقال: إنه حصل له بعد أن استقر عندهم بقبرس إسهال، ودام به حتى مات.
وقيل غير ذلك، والله أعلم بحقيقة الحال.
وكانت وقعة التاتار المذكورة، في سنة تسع وتسعين وستمائة.
وكان، رحمه الله تعالى، إماماً علامة، كثير الفضل والإفضال، كثير التودد إلى الناس.

نام کتاب : الطبقات السنية في تراجم الحنفية نویسنده : الغزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 219
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست