responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطبقات السنية في تراجم الحنفية نویسنده : الغزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 137
ورُوى أنه كان شافعي المذهب، وأنه كان يقرأ على المزني، فقال له يوماً: والله لا جاء منك شيء.
فغضب أبو جعفر من ذلك، وانتقل إلى أبي جعفر بن أبي عمران الحنفي، فاشتغل عليه، وعلى القاضي أبي حازم.
فلما صنف " مختصره "، قال: رحم الله أبا إبراهيم، يعني الُمزني، لو كان حياً لكفر عن يمينه.

وذكر أبو يعلى الحنبلي، في كتاب " الإرشاد " في ترجمة المُزني، أن الطحاوي المذكور كان ابن أخت المُزني، وأن محمد بن أحمد الشروطي، قال: قلت للطحاوي: لم خالفت خالك، واخترت مذهب أبي حنيفة؟
فقال: لأني كنت أرى خالي يديم النظر في كتب أبي حنيفة، فلذلك انتقلت إليه.
انتهى.
قلتُ: هذا هو الأليق بشأن هذا الإمام، والأحرى به، وأنه لم ينتقل من مذهب إلى مذهب بمجرد الغضب، وهوى النفس، لأجل كلمة صدرت من أستاذه وخاله، في زمن الطلب والتعلم، بل لما استدل به على ترجيح مذهب الإمام الأعظم، وتقدمه في صحة النقل، وإيضاح المعاني بالأدلة القوية، وحسن الاستنباط، من كون خاله المزني مع جلالة قدره، ووفور علمه، وغزير فهمه، كان يديم النظر في كتب أبي حنيفة، ويتعلم من طريقته، ويمشي على سننه في استخراج الدقائق من أماكنها، والجواهر من معادنها، نفعنا الله ببركة علومهم أجمعين.
وقال الذهبي، في " طبقات الحُفاظ ": ناب في القضاء عن أبي عبد الله بن عبدة قاضي مصر بعد السبعين ومائتين.
وترقت حاله، فحدث أنه حضر رجل معتبرٌ عند القاضي محمد بن عبدة، فقال: أيش روى أبو عبيدة بن عبد الله، عن أمه، عن أبيه؟ فقلت: حدثنا بكار بن قتيبة، حدثنا أبو أحمد، حدثنا سفيان، عن عبد الأعلى الثعلبي، عن أبي عُبيدة، عن أمه، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " إن الله ليغار للمؤمن فليغر ".
وحدثنا به إبراهيم بن أبي داود، حدثنا سُفيان بن وكيع، عن أبيه، عن سفيان، موقوفاً.
فقال الرجل: تدري ما تقول، تدري ما تتكلم به؟! قلت: ما الخبر؟ قال: رأيتك عشية مع الفقهاء في ميدانهم، وأنت الآن في ميدان أهل الحديث، وقل من يجمع ذلك.
فقلت: هذا من فضل الله تعالى وإنعامه. انتهى.
وصنف الطحاوي كتباً مفيدة، منها " أحكام القرآن " في نيف وعشرين جزءاً، و " معاني الآثار "، وهو أول تصانيفه، و " بيان مشكل الآثار "، وهو آخر تصانيفه، واختصرها ابن رشد المالكي، و " المختصر " في الفقه، وولع الناس بشرحه، وعليه عدة شروح، و " شرح الجامع الكبير "، و " شرح الجامع الصغير "، وثلاثة كتب في الشروط كبير وصغير، ووسط، وكتاب " الوصايا والفرائض "، وكتاب " نقض كتاب المدلسين " على الكرابيسيس، و " كتاب أصله كتب العزل "، و " المختصر الكبير "، و " المختصر الصغير "، و " تاريخ كبير "، و " كتاب في مناقب أبي حنيفة "، وله في القرآن ألف ورقة، حكاه القاضي عياض في " الإكمال "، وله " النوادر الفقهية "، في عشرة أجزاء، و " النوادر والحكايات "، في نيف وعشرين جزءاً، وله " حكم أراضي مكة "، و " قسم الفيء والغنائم "، وله " الرد على عيسى ابن أبان " في كتابه الذي سماه " خطأ الكتب "، وله " الرد على أبي عبيدة " فيما أخطأ فيه، في كتاب " النسب "، وله " اختلاف الروايات على مذهب الكوفيين ".
كذا نقلت أسماء هذه الكتب من " الجواهر المضية "، وأظن أن فيها ما تكرر عدده، والله أعلم.
وكانت ولادة الطحاوي سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
وقال السمعاني: سنة تسع.
ووفاته سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.

والطحاوي: نسبة إلى طحا، بفتح الطاء والحاء المهملتين، وبعدها ألف؛ وهي قرية بصعيد مصر.
والأزدي: نسبة إلى الأزد، بفتح الهمزة، وسكون الزاي المعجمة، وبالدال المهملة؛ قبيلة كبيرة مشهورة.
والحجر: بفتح الحاء المهملة، وسكون الجيم، والراء المهملة؛ بطنٌ منهم.

322 - أحمد بن محمد بن شجاع، أبو أيوب
الثلجي، بالثاء المثلثة
ولد الإمام المشهور.
ذكر الطحاوي، عن شيخه أحمد بن أبي عمران الفقيه، قال: كنا عند أبي أيوب أحمد بن محمد بن شُجاع، في منزله، فبعث غلاماً من غلمانه إلى أبي عبد الله ابن الأعرابي، صاحب " الغريب " يسأله المجيء إليه، فعاد إليه الغلام، فقال: قد سألته في ذلك، فقال: عندي قوم من الأعراب، فإذا قضيتُ أربي منهم أتيت.
قال الغلام: وما رأيت عنده أحداً، إلا أن بين يديه كتبا ينطُر في هذا مرة وفي هذا مرة.

نام کتاب : الطبقات السنية في تراجم الحنفية نویسنده : الغزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست