responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور نویسنده : زينب فواز    جلد : 1  صفحه : 243
فأجابها:
لقد كنت أنهى النفس عنك لعلها ... إذا وعدت بالنأي عنك تطيب
ثم قبلها وأنشد:
دمعي عليك من الجفون سكوب ... والقلب منك مروع مكروب
لا شيء في الدنيا ألذ من الهوى ... إن لم يخن عهدا لحبيب حبيب
فأجابته:
خلوتم بأنواع السرور وهاكم ... وأقربتموني للصبابة والحزن
وعذبتموني بالصدود وإنني ... لراض بما ترضونه لي من الغبن
ولما أنشد (لقد كنت أنهى النفس) - البيت- قالت له: وكنت تفعل ما فيك خير بعدها وافترقا. فقالت لكعب: ما قلت لك إنك لا تفي بضمانك ولكن إذا كان السحر فاتني. قال كعب: فجئت فإذا بالصياح فسألت جارية عن الخبر فقالت: حين خرجتما جعلت في عنقها أنشوطة وخنقت نفسها، فلحقناها فخلصناها، فجلست ساعة تحادثنا وتفتكر فتقول: إنه لقاسي القلب، ثم شهقت فماتت وبلغ الشاب فلزم قبرها فجاءته في النوم فقالت: هلا كان هذا من قبل، فمات من وقته.

سعدى الأسدية
كانت مهذبة شاعرة فصيحة. علقها فتى من قومها فمنعه أبوه أن يتزوج إلا بأرفع منها وأبى الغلام إلا هي. فلما أيس أبوها زوجها من رجل آخر فاشتد وجد الغلام بها ولقيها يوما، فأنشد:
لعمري يا سعدى لطال تأيمي ... وبغضي شيخاي فيك كلاهما
وتركي للحيين لم أبغ منهما ... سواك ولم يربع هواي عليهما
فأجابته سعدى تقول:
حبيبي لا تعجل لتفهم حجتي ... كفاني ما بي من بلاء ومن جهد
ومن عبرات تعتريني وزفرة ... تكاد لها نفسي تسيل من الوجد
غلبت على نفسي جهارا ولم أطق ... خلافا على أهلي بهزل ولا جد
ولم يمنعوني أن أموت بزعمهم ... غدا خوف هذا العار في جدث وحدي
فلا نفس أن تأتي هناك فتلتمس ... مكاني فتشكو ما تحملت من جهد
فقد أوضحت له أنها هالكة من الغد بعشقه فلما كان الغد جاء فوجدها ميتة فاحتملها إلى شعب بذرى جبل -يقال له: عرفات - ملتزما لها فمات واختفى أمرهما حولا حتى مر شخص من العرب فسمع شخصا على الجبل يقول:
إنا الكريمان ذوا التصافي ... الذاهبان بالوفاء الصافي
والله ما لقيت في تطوافي ... أبعد من غدر ومن إخلاف
=من ميتين في ذرى أعراف فصعد الناس فوجدوهما على تلك الحالة فواروهما.

نام کتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور نویسنده : زينب فواز    جلد : 1  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست