responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي    جلد : 2  صفحه : 309
فيها بمكة للمؤيد يوم الجمعة السابع عشر من شوال سنة خمس عشرة وثمانمائة[1]؛ فالله تعالى يديم دولته ويعلي كلمته.
ومنها: أنه في سنة ست عشرة وثمانمائة حج الناس من بغداد بمحمل على العادة، ومعهم ناس من خراسان، والذي جهز الحجاج من بغداد صاحبها "ابن قرا يوسف" ودعي له ولأبيه ولأخيه في المسجد الحرام في ليلة الجمعة سادس عشر ذي الحجة من السنة المذكورة، وبعد الفراغ من قراءة الختمة الشريفة التي جرت العادة بقراءتها، لأجل صاحب بغداد، وكانت الوقفة بالجمعة[2].
ومنها: أنه في سنة سبع عشرة وثمانمائة في يوم الجمعة خامس ذي الحجة حصل في المسجد الحرام فتنة عظيمة، انتهكت فيها حرمة المسجد كثيرا، لما حصل فيه القتال بالسلاح والخيل، وإراقة الدم فيه، وروث الخيل فيه وطول مقامها فيه؛ وسبب ذلك: أن أمير الحج المصري أدب بعض غلمان القواد المعروفين بالعمرة على حمل السلاح، لنهيه عن ذلك، وسجنه، فرغب مواليه في إطلاقه، فامتنع الأمير؛ فلما صليت الجمعة هاجم جماعة من القواد المسجد الحرام من باب إبراهيم راكبين خيولهم وبعضهم لابس لأمة الحرب، وبعضهم عار منها، وانتهوا إلى مقام الحنفية؛ فلقيهم الترك والحجاج واقتتلوا، فخرج أهل مكة من المسجد، فتبعهم الترك والحجاج، فقاتلوهم بسوق العلاقة بأسفل مكة؛ فظفر عليهم المصريون أيضا، وانتهب بعض العوام من المصريين السوق المذكور، والسوق الذي بالمسعى، وبعض بيوت المكيين؛ فلما كان آخر النهار أمر أمير الحجاج بتسمير أبواب المسجد، إلا باب بني شيبة، وباب الدريبة، والباب الذي عند المدرسة المجاهدية؛ لأن أمير الركب الأول ومن في أبواب المسجد الحرام كلها، خلا ما ذكر، وأدخلت خيل أمير المحمل إلى المسجد، وجعلت بالرواق الشرقي قريبا من منزله برباط الشرابي، وهو منزل أمير المحمل المصري في الغالب، وباتت الخيل في المسجد حتى الصباح، وأوقدت فيه مشاعل الأمير، ومشاعل المقامات الأربعة، وبات به جمع كثير من الحجاج المصريين في وجل كثير، ورام بعض القواد ومن انضم إليه نهب الحجيج الذين بالأبطح وخارج المسجد؛ فأبى ذلك الشريف حسن بن عجلان صاحب مكة، وانضم في بكرة يوم السبت سادس ذي الحجة إلى القواد بموضع يقال له الطنبداوية بأسفل مكة قريبا منها، وحضر إليه في بكرة هذا اليوم جماعة من أعيان مكة والحجاج، فبدا منه ما يدل على كراهيته لما وقع من الفتنة ورغبته في إخمادها، وبعثهم بذلك إلى أمير المحمل،

[1] السلوك 4/ 1: 251، إتحاف الورى 3/ 497، العقد الثمين 4/ 112.
[2] إتحاف الورى الورى 3/ 510.
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي    جلد : 2  صفحه : 309
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست