responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي    جلد : 2  صفحه : 278
وقد سبق في باب الولاة أن أمير المدينة قاسم بن مهنا الحسيني ولي مكة في هذه السنة بعد هرب مكثر؛ لكون الخليفة المستضيء العباسي عقد له الولاية على مكة، ولما رأى من نفسه العجز عن القيام بأمر مكة ولى فيها أمير الحاج أخا مكثر بن داود بن عيسى، وهذا لا يفهم من كلام ابن الأثير، بل يفهم منه أن الخليفة ولى داود، وما ذكرناه من ولاية الخليفة مكة لأمير المدينة ذكره ابن الجوزي. وكلام ابن الأثير يقتضي أن سبب عزل مكثر بناؤه القلعة على أبي قبيس، وما أظن سبب عزله إلا ما كان من تجرؤوا أهل مكة على أمير الحاج في السنة التي قبلها؛ فإنهم هموا فيها بكبسه فيها، وفعلوا معه ما أوجب غيظه.
ووجدت بخط بعض المكيين أن الحجاج لما نزلوا الأبطح في هذه السنة تقاتلوا مع أهل مكة في يوم النحر، وثانية وثالثة، وفي اليوم الرابع سلم أمير مكة الحصن لأمير الحاج، فهدمه بعد ذلك، وذكر أنه لم يحج من أهل مكة إلا القليل، وذكر ما سبق من إحراق الدور بمكة ونهبها، وأن من الدور المنهوبة الدور التي على أطراف البلد من ناحية المعلاة[1].
ومنها: أنه في سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة أسقط المكس عن الحجاج إلى مكة في البحر على طريق عيذاب على ما ذكر أبو شامة في "ذيل الروضتين"؛ لأنه قال في أخبار هذه السنة: كان الرسم بمكة أن يؤخذ من حجاج المغرب على عدد الرؤوس، بما ينسب إلى الضرائب والمكوس، ومن دخل منهم ولم يفعل ذلك حبس حتى يفوته الوقوف بعرفة، ولو كان فقيرا لا يملك شيئا، فرأى السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب إسقاط ذلك، ويعوض عنه أمير مكة، فقرر معه أن يحمل إليه في كل عام مبلغ ثمانية آلاف أردب قمح إلى ساحل جدة، ووقف على ذلك وقوفا، وخلد بها إلى قيام الساعة معروفا، فانبسط لذلك النفوس، وزاد السرور، وزال البؤس، وصار يرسل أيضا للمجاورين بالحرمين من الفقهاء والشرفاء، ومدحه على ذلك ابن جبير بقصيدة أولها:
رفعت مغارم مكس الحجاز ... بإنعامك الشامل الغامر
وذكر ابن جبي في أخبار رحلته شيئا من أخبار مكة هذا المكس؛ فقال: إنه كان يؤخذ من كل إنسان سبعة دنانير مصرية ونصف، فإن عجز عن ذلك عوقب بأليم العذاب؛ من تعليقه بالاثنيين وغير ذلك، وكانوا يؤدون ذلك بعيذاب، فمن لم يؤدها ووصل جدة، ولم يعلم على اسمه علامة الأداء عذب بها أضعاف العذاب بعيذاب إن لم يؤد، وكانت هذه البلية في مدة دولة العبيديين، وجعلوها معلومة لأمير مكة، وأزالها الله تعالى على يد

[1] الكامل 11/ 176، المنتظم 10/ 260، العقد الثمين 4/ 354، إتحاف الورى 2/ 536.
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي    جلد : 2  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست