responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي    جلد : 2  صفحه : 277
ومنها: أن السلطان نور الدين محمود بن زنكي المعروف بالشهيد صاحب دمشق، خطب له بالحرمين واليمن، لما كان ملكها الملك المعظم توران شاه، أخو السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، ذكر هذه الحادثة الملك المؤيد صاحب حماة، وكان ملك توران شاه لليمن في سنة ثمان وستين وخمسمائة، فتكون الخطبة وللسلطان نور الدين بالحرمين في هذه السنة[1].
ومنها: أنه في سنة سبعين وخمسمائة بات الحاج العراقي بعرفة، ولم يبت بمزدلفة: ولم يصل إليها إلا في يوم عرفة، ولما دخل أمير الحاج العراقي طاشتكين للوداع، هم أهل مكة بكبسه؛ لمنازعة جرت بين بعض جماعة أمير الحاج وبعض أهل مكة. وسالمهم أمير الحاج إلى أن خرج إلى الزاهر، ثم حصل بين الفريقين قتال يسير بالزاهر بعد ذلك، قتل فيه من أصحاب أمير الحاج: رجلان: وجرح أناس من أهل الحجاز[2].
ومنها: أنه في سنة إحدى وسبعين وخمسمائة لم يتمكن الحجاج العراقيون من إقامة غالب مناسك الحج؛ لفتنة كان بين أميرهم طاشتكين، وبين صاحب مكة مكثر بن عيسى، وكانت فتنة عظيمة اتفقت فيها أمور عجيبة، على ما ذكر غير واحد من أهل الأخبار، منهم ابن الأثير؛ لأنه قال في أخبار هذه السنة: في ذي الحجة كان بمكة حرب شديد بين أمير الحاج طاشتكين، وبين الأمير مكثر بن عيسى أمير مكة، وكان قد بنى قعلة على جبل أبي قبيس فلما سار الحاج من عرفات لم يبيتوا بالمزدلفة؛ وإنما اجتازوا بها، ولم يرموا الجمال إنما رمى بعضهم وهو سائر، ونزلوا الأبطح، فخرج إليهم ناس من أهل مكة فحاربهم، وقتل من الفريقين. جماعة، وصاح الناس الغزاة إلى مكة، فهجموا عليها، فهرب أمير مكة مكثر، فصعد إلى القلعة التي بناها على جبل أبي قبيس، فحصروه بها، ففارقها وسار عن عكرمة، وولي أخوه داود الإمارة بها، ونهب كثير من الحاج بمكة، وأخذوا من أموال التجار المقيمين بها شيئا كثيرا، وأحرقوا دورا كثيرة.
من أعجب ما جرى أن إنسانا زراقا ضرب دارتا فيها بقارورة نفط فأحرقها، وكانت لأيتام فأحرق ما فيها، ثم أخذ قارورة أخرى ليضرب مبها مكانا آخر، فأتاه حجر فأصاب القارورة فكسرها، واحترق هو فيها، فبقي ثلاثة أيام يتعذب بالحريق، ثم مات ... انتهى.

[1] إتحاف الورى 2/ 534، العقد الثمين 1/ 188.
[2] إتحاف الورى 2/ 535، 536، حسن الصفا "ص: 117".
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي    جلد : 2  صفحه : 277
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست