responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مختصر الدول نویسنده : ابن العبري    جلد : 1  صفحه : 144
بذلك الفتق حتى بلغ الى حد النّيفق ودار بينهما الكلام يقتضي [1] ان سأل المتوكل بختيشوع بماذا تعلمون ان الموسوس يحتاج الى الشدّ. قال بختيشوع: إذا بلغ الى فتق درّاعة طبيبه الى حد النيفق شددناه. فضحك المتوكل حتى استلقى على ظهره وأمر له بخلعة حسنة ومال جزيل. وهذا يدل على لطف منزلة بختيشوع عند المتوكل وانبساطه معه. وقال المتوكل يوما لبختيشوع: ادعني. قال: نعم وكرامة. فاضافه واظهر من التجمّل والثروة ما اعجب المتوكل والحاضرين. واستكثر المتوكل لبختيشوع ما رآه من نعمته وكمال مروءته فحقد عليه ونكبه بعد ايام يسيرة فأخذ له مالا كثيرا وحضر الحسين ابن مخلد فختم على خزائنه وباع شيئا كثيرا وبقي بعد ذلك حطب وفحم ونبيذ وأمثال هذه فاشتراه الحسين بستة آلاف دينار وذكر انه باع من جملته باثني عشر ألف دينار وكان هذا في سنة اربع وأربعين ومائتين وتوفي بختيشوع سنة ستّ وخمسين ومائتين. وفي ايام المتوكل اشتهر حنين بن اسحق الطبيب النصراني العباديّ ونسبته الى العباد وهم قوم من نصارى العرب من قبائل شتى اجتمعوا وانفردوا عن الناس في قصور ابتنوها بظاهر الحيرة وتسّموا بالعباد لأنه لا يضاف الّا الى الخالق واما العبيد فيضاف الى المخلوق والخالق.
وكان اسحق والد حنين صيدلانيا بالحيرة فلما نشأ حنين أحب العلم فدخل بغداد وحضر مجلس يوحنا بن ماسويه وجعل يخدمه ويقرأ عليه. وكان حنين صاحب سؤال وكان يصعب على يوحنا فسأله حنين في بعض الأيام مسألة مستفهم فحرد يوحنا وقال: ما لأهل الحيرة والطب عليك ببيع الفلوس في الطريق. وأمر به فأخرج من داره. فخرج حنين باكيا وتوجه الى بلاد الروم واقام بها سنتين حتى احكم اللغة اليونانية وتوصل في تحصيل كتب الحكمة غاية إمكانه وعاد الى بغداد بعد سنتين ونهض من بغداد الى ارض فارس ودخل البصرة ولزم الخليل بن احمد حتى برع في اللسان العربي ثم رجع الى بغداد.
قال يوسف الطبيب: دخلت يوما على جبريل بن بختيشوع فوجدت عنده حنينا وقد ترجم له بعض التشريح وجبريل يخاطبه بالتبجيل ويسميه الربان فأعظمت ما رأيت وتبين ذلك جبريل مني فقال: لا تستكثر هذا مني في أمر هذا الفتى فو الله لئن مدّ له في العمر ليفضحنّ سرجيس. وسرجيس هذا هو الرأس عينيّ اليعقوبي ناقل علوم اليونانيين الى السرياني. ولم يزل أمر حنين يقوى وعلمه يتزايد وعجائبه تظهر في النقل والتفاسير حتى صار ينبوعا للعلوم ومعدنا للفضائل واتصل خبره بالخليفة المتوكل فأمر بإحضاره. ولما حضر اقطع اقطاعا سنيا وقرّر له جار جيد. واحبّ امتحانه ليزول عنه

[1-) ] يقتضي ر اقتضى.
نام کتاب : تاريخ مختصر الدول نویسنده : ابن العبري    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست