responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 4  صفحه : 573
(مسير معز الدولة الى واسط والبصرة)
كان ابن البريدي بالبصرة وواسط قد صالح يحكم [1] أمير الأمراء ببغداد، وحرّضه على المسير إلى الجبل ليرجعها من يد ركن الدولة بن بويه، ويسير هو إلى الأهواز فيرتجعها من يد معز الدولة. واستمدّ يحكم فأمدّه بخمسمائة رجل، وسار إلى حلوان في انتظاره. وأقام ابن البريدي يتربّص به، وينتظر أن يبعد عن بغداد فيهجم هو عليها، وعلم يحكم بذلك فرجع إلى بغداد، ثم سار إلى واسط فانتزعها من يد ابن البريدي، وذلك لسنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وولي الخلافة المتّقي، وكان ظلّ الدولة العبّاسيّة قد تقلّص حتى قارب التلاشي والاضمحلال وتحكّم على الدولة بعد مولاه ابن رائق وابن البريدي الّذي كان يزاحمه في التغلب على الدولة، فبعث عساكره من البصرة إلى واسط، فسرّح إليه يحكم العساكر مع مولاه توزون فهزمهم، وجاء يحكم على أثره، ولقيه خبر هزيمتهم، فاستقام أمره، وطفق يتصدّق في تلك النواحي إلى أن عرض له بعض الأكراد ممن له عنده ثأر وهو منفرد عن عسكره فقتله، وافترق أصحابه فلحق جماعة من الأتراك بالشام، ومقدّمهم توزون وولّى الباقون عليهم يكسك مولى يحكم، وكان الديلم عند مقتله قد ولّوا عليهم باسوار بن ملك بن مسافر بن سلّار [2] وسلّار جدّه صاحب شميران الطرم الّذي داخل مرداويج في قتل أسفار وملك ابنه محمد بن مسافر بن سلّار أذربيجان، فكانت له ولولده بها دولة. ووقعت الفتنة بين الديلم والأتراك فقتله الأتراك، وولّى الديلم مكانه كورتكين، ولحقوا بابن البريديّ فزحف بهم إلى بغداد. ثم تنكّروا واتفقوا مع الأتراك على طرده فلحقوا بواسط، واستفحل الديلم وغلبوا الأتراك وقتل كورتكين كثيرا من الديلم، واستبدّ بإمرة الأمراء ببغداد. ثم جاء توزون من الشام بابن رائق وهزم كورتكين الديلم وقتل أكثرهم، وانفرد ابن رائق بإمرة الأمراء ببغداد سنة اثنتين وثلاثمائة. وكان ابن البريدي في هذه الفترة بعد يحكم قد استولى على واسط، فبعث

[1] هو بجكم كما مر معنا من قبل.
[2] بلسواز بن مالك بن مسافر: ابن الأثير ج 8 ص 372.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 4  صفحه : 573
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست