نام کتاب : المنتظم في تاريخ الملوك والأمم نویسنده : ابن الجوزي جلد : 10 صفحه : 199
فحبسهم ثم أخرجهم في السنة التي تليها، فضرب أعناقهم وأمر بصلبهم، وكان ابن عائشة أول عباسي صلب في الإسلام [1] ، وحج بالناس في هذه السنة صالح بن العباس بن محمد بن علي، وكان إذ ذاك واليا على مكة/ [2]
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر 1171- أحمد بن الرشيد، وقيل: اسمه صالح، ويكنى: أبا عيسى
كان من أحسن الناس وجها، وكان إذا عزم على الركوب جلس الناس لرؤيته أكثر مما يجلسون لرؤية الخلفاء. وقال له الرشيد يوما [وهو صبي: [3]] ليت حسنك لعبد الله- يعني المأمون- فقال له: على أن حظه منك لي [4] . فعجب الرشيد من جوابه على صباه. وكان المأمون قد أعده للخلافة بعده، وكان شديد الحب له، حتى كان يقول: إنه ليسهل [5] علي الموت وفقد الملك لمحبتي أن يلي أبو عيسى [الأمر بعدي] [6] لشدة محبتي إياه. فمات أبو عيسى في خلافة المأمون هذه السنة، وصلى عليه المأمون ونزل قبره، وامتنع من الطعام أياما.
قال أحمد بن أبي داود: دخلت على المأمون وقد توفي أخوه أبو عيسى- وكان محبا له- وهو يبكي، فقعدت إلى جانب عمر بن مسعدة، وتمثلت قول الشاعر:
نقص من الدنيا ولذاتها ... نقص المنايا من بني هاشم
فلم يزل يبكي ثم مسح عينيه وتمثل: [1] انظر: تاريخ الطبري 8/ 602- 604.
[2] انظر: تاريخ الطبري 8/ 601. [3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. [4] «لي» ساقطة من ت. [5] في ت: «لقد سهل» . [6] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الملوك والأمم نویسنده : ابن الجوزي جلد : 10 صفحه : 199