responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 9  صفحه : 28
من المغامز التي قد يؤاخذونها على الرجل. لا سيما إذا كان الرجل معروفًا مشهورًا وله حساد.
ومن عاداتهم: تشميت العاطس، لا سيما إذا كان كبيرًا ذا جاه. كأن يدعى له بطول العمر. وقد أكده الإسلام. فإذا عطس إنسان قال: الحمد لله؛ فيجيبه الحضار بـ"يرحمك الله". ويحمد العطاس عند العرب، ما لم يكن من زكام ويذم التثاؤب[1]. وذكر أن كل دعاء بخير فهو تشميت[2].
ويقال للشاب إذ سعل: عمرًا وشبابًا. أما إذا كان الساعل شيخًا أو رجلًا بغيضًا، فيقال لهما: وريًا وقحابًا. وللحبيب إذا سعل: عمرًا وشبابًا[3].
وكانت تحيتهم للملك أن يقولوا: أبيت اللعن. وإذا قال أحدهم للآخر: أنعم صباحًا، أو أنعم مساءً، أو أنعم ظلامًا، أجابه صاحبه: نعمتَ[4].

[1] إرشاد الساري "9/ 125"، "باب مشروعية تشميت العاطس"، تاج العروس "5/ 192" "عطس".
[2] تاج العروس "[1]/ 559"، "شمت".
[3] تاج العروس "[1]/ 421 وما بعدها".
[4] الحيوان "[1]/ 328"، "هارون".
ثقال الناس:
ومن الناس مَنْ يُستَثْقل ظلهم ويرجى انصرافهم بسرعة. لثقل طبعهم ووجود جفاوة فيهم، أو تلبد في طبعهم يجعلهم لا يدركون طباع الناس. ويقال لأمثال هؤلاء: الثقلاء. وثقال الناس وثقلاؤهم من تكره صحبته ويستثقله الناس. يقال: مجالسة الثقيل تضني الروح. ويقال: هو ثقيل على جلسائه، وما أنت إلّا ثقيل الظل بارد النسيم[1].
ومن الثقلاء من يطيل الجلوس في المجالس: أو يدخلها دون دعوة، أو يتدخل فيما لا يعنيه أو فيما يجهله ليظهر علمه وفهمه. أو يزور صديقًا في وقت لا تستحب زيارة أحد فيه، أو يعود مريضًا ثم يطيل الجلوس عنده. وكانوا إذا وجدوا من الثقيل بلادة، فلربما أسمعوه كلامًا يشعر بتثاقلهم منه، فإذا لم ينتبه أشعروه بصور أخرى تفهمه أنه ثقيل الظل حتى يرحل عن المجلس.

[1] تاج العروس "7/ 245"، "ثقل".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 9  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست