responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 9  صفحه : 145
شيء من هذه الأجناس، والأجناس على حالهم من لحم ودم، ومن النطف خلقوا[1].
ورميت "بنو فزارة" بإتيان الإبل. رماها بذلك "بنو هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن" في ملاحاة كانت بين الحيين. والعادة أن القبائل إذا تخاصمت رمت بعضها بعضًا بالتهم، وذلك في الجاهلية وفي الإسلام.
فلما رمى "بنو هلال" "بني فزارة" بأكل أير الحمار، وبإتيان الإبل، قالت بنو فزارة: أليس منكم يا بني هلال من قرا في حوضه فسقى إبله، فلما رويت سلح فيه ومدره بخلًا أن يشرب من فضله[2].

[1] كتاب البغال، من رسائل الجاحظ "2/ 371".
[2] قال الكميت بن ثعلبة:
نشدتك يا فزار وأنت شيخ ... إذا خيرت تخطئ في الخيار
أصيحانية أدمت بسمن ... أحب إليك أم أبر الحمار؟
بلى أير الحمار وخصيتاه ... أحب إلى فزارة من فزار
وقال سالم بن دارة:
لا تأمن فزاريًا خلوت به ... على قلوصك واكتبها بأسيار
لا تأمننه ولا تأمن بواثقه ... بعد الذي أمتك أير العير في النار
فقال الشاعر:
لقد جللت خزيًا هلال بن عامر ... بني عامر طرًّا بسلحة مادر
فأف لكم لا تذكروا الفخر بعدها ... بني عامر أنتم شرار المعاشر
تاج العروس "3/ 536"، "مدر".
الأتراح والأحزان:
وإذ كنت قد تحدثت عن الأفراح في حياة الإنسان، وما كان يفعله أهل الجاهلية فيها، فلا بد لي من التحدث هنا عن الأتراح والأحزان عندهم، وما كانوا يفعلونه عند نزول مصيبة بهم أو وقوع حادث محزن مفجع لهم، فأقول:
يلعب الحزن دورًا كبيرًا في حياة الشرقيين، بل نستطيع أن نقول إن الحزن أظهر في حياتهم من الفرح، وأن المبالغة في إظهاره عندهم هي من المظاهر البارزة في مجتمعاتهم. وطالما يلجأ الحزين إلى المبالغة في حزنه، ليظهر نفسه وكأنه كان أكثر الناس تحملًا للمصائب والأهوال والنكبات، وما قصة "أيوب" الواردة في التوراة إلا نوعًا من هذا القصص: قصص الحزن وتحمل الصبر من شدة البلاء.
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 9  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست